
شهدت مدينة ألاك، عاصمة ولاية لبراكنة، أمس افتتاح الأسبوع الوطني للثقافة والفنون، وسط حضور جماهيري ونوعي، أظهر بجلاء الدور المحوري لكل من حلف البشائر بقيادة رئيس الجمعية الوطنية محمد بمب مكت، وجماعة العهد برئاسة الوزير السابق الدكتور محمد يحيى ولد السعيد.
رغم أن هذا النشاط الحكومي حضره وزير ضمن إطار دعوة الرئيس لإنعاش السياحة الداخلية، تعمدت بعض الشخصيات المهمة في المقاطعة والولاية، بما في ذلك عدد من وزراء الولاية وبعض الشخصيات المرجعية، الغياب. لكن ذلك لم يؤثر على نجاح التظاهرة، بفضل قوة الحشد ونوعية الحضور التي ملأت الفراغ بشكل كامل.
فقد رسخ حلف البشائر حضوره من خلال انتشاره الواسع على مستوى المقاطعات والقرى في ولاية لبراكنة، ما منحه قدرة على التعبئة الشاملة وإظهار التمثيل الشعبي على نطاق واسع، فيما عززت جماعة العهد البعد الثقافي والنخبوي والاجتماعي، مضفية على المناسبة طابعًا نوعيًا يعكس أصالة المنطقة وتجذرها في المشهد الوطني.
ويرى المراقبون أن هذا التوازن بين الانتشار الشعبي والسياسي الذي جسّده حلف البشائر، والبعد الثقافي والنخبوي الذي مثلته جماعة العهد، شكّل منظومة متكاملة منحت التظاهرة نجاحًا خاصًا، وحوّلتها من مجرد حدث ثقافي إلى محطة سياسية واجتماعية أعادت ترتيب الأوراق وكشفت موقع القوة والتمثيل في لبراكنة.
وقد أجمع الحضور والمتابعون أن نوعية المشاركة وعمقها الاجتماعي والنخبوي كانت عناصر فارقة جعلت من المناسبة حدثًا استثنائيًا، ورسالة واضحة مفادها أن لبراكنة تظل عصية على محاولات التغييب، وأن زمام المبادرة ما يزال في يد القوى المتجذرة في وجدانها الشعبي والثقافي والسياسي.