
تسود حالة من الغموض داخل ريال مدريد بشأن مستقبل فينيسيوس جونيور، في ظل تناقض الرسائل بين النادي من جهة، وممثلي اللاعب من جهة أخرى، ففي حين تزعم الإدارة أن هناك تقارب في وجهات النظر، يؤكد وكلاء البرازيلي أن ملف التجديد متوقف تماماً منذ عدة أشهر، ما يزيد من ضبابية المشهد بين الطرفين.
ad
ووفقا لإذاعة “كوبي” الإسبانية، لا توجد اتصالات بين فينيسيوس وريال مدريد للحديث عن تجديد عقد البرازيلي منذ ما قبل الصيف.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يبعث فيه ريال مدريد برسالة طمأنة بأن التجديد اقترب بالفعل، لكن يؤكد ممثلو اللاعب البرازيلي أن المفاوضات متوقفة منذ يوليو الماضي.
تحوّل مستقبل فينيسيوس جونيور داخل ريال مدريد إلى محور نقاش داخل النادي الملكي، إذ ينتهي عقد اللاعب في عام 2027، وبدأت الأحاديث تتصاعد حول ملف تجديده.
ريال مدريد يؤكد أن ملف فينيسيوس يتطور في هدوء تام، حيث يثق النادي بأن رغبة فينيسيوس هي الاستمرار مع الفريق، وينتظر اللحظة المناسبة لتوقيع الاتفاق الجديد.
ad
كما تعتبر الإدارة اللاعب “عنصراً حاسماً” وركيزة مهمة في مشروعها الرياضي، وتؤكد أنها ستعمل على الاعتناء به لضمان استمراريته.
على الجانب الآخر، تبدو رؤية ممثلي فينيسيوس مختلفة تماماً، حيث تواصل الصحفي ميجيل أنخيل دياز مع مصادر مقربة من اللاعب، وأكدوا له أنه “لا توجد أي تطورات ولا أي محادثات منذ شهر يوليو الماضي”.
ووفقاً لهذه الرواية، فإن الملف في حالة “تجميد تام”، ولا توجد اجتماعات مبرمجة لتقريب وجهات النظر، ما يترك كل شيء معلقاً حتى نهاية الموسم.
ad
وأضاف دياز أن الوضع من جهة اللاعب “لا يبدو إيجابياً كما يُصوّره ريال مدريد”، موضحاً أن هناك محادثات سبقت فترة الصيف لم يقبل خلالها فينيسيوس “العرض المالي” الذي قدمه النادي، وهو ما يضفي مزيداً من التعقيد على المفاوضات.
ومع اقتراب نهاية العقد في 2027، يبدو الصيف المقبل محطة حاسمة لتحديد مستقبل اللاعب، ففي حال لم يقبل فينيسيوس عرض التجديد، قد يجد ريال مدريد نفسه مضطراً إلى “تحريك الملف” حتى لا يدخل اللاعب سنة عقده الأخيرة دون اتفاق.
وعادةً ما تبدأ المفاوضات في مثل هذه الحالات مع حلول شهر يناير من العام الذي يسبق نهاية العقد، ما يجعل عامل الوقت عنصراً مهماً للطرفين خلال الفترة المقبلة.
فينيسيوس جونيور، المهاجم البرازيلي الموهوب، يعتبر أحد أبرز المواهب الشابة في كرة القدم العالمية، وقد برز اسمه سريعاً على الساحة الأوروبية بعد انتقاله إلى ريال مدريد في صيف 2018 قادماً من فلامنجو البرازيلي. وُلد فينيسيوس في 12 يوليو 2000 بمدينة ساو جونسالو البرازيلية، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية فلامنجو وهو في سن صغيرة، حيث لفت الأنظار بفضل مهاراته الفردية وسرعته الفائقة وقدرته على المراوغة في المساحات الضيقة.
تدرج فينيسيوس في صفوف فلامنجو، وشارك في دوري الشباب والبرازيل تحت 17 عاماً، قبل أن يصنع أولى بصماته على المستوى الاحترافي. خلال فترة لعبه مع الفريق الأول لفلامنجو، شارك في 57 مباراة وسجل 12 هدفاً، وهو رقم مميز للاعب في سنه المبكرة، ما جذب أنظار كبار الأندية الأوروبية، وفي مقدمتهم ريال مدريد الذي أبرم الصفقة بمبلغ تجاوز 45 مليون يورو، لتكون واحدة من أغلى الصفقات التي أبرمها النادي الملكي للاعب شاب.
وصل فينيسيوس إلى مدريد في صيف 2018، وبدأ مسيرته في الفريق الإسباني في موسم 2018-2019. لم يكن الطريق سهلاً في البداية، إذ اضطر اللاعب للتأقلم مع أسلوب اللعب الأوروبي وضغوط الأندية الكبرى. ومع ذلك، أظهر سريعاً موهبته الاستثنائية في المراوغة والسرعة والتسديد من الأطراف، ما أكسبه ثقة المدربين والجماهير على حد سواء. خلال الموسمين الأولين، كانت مشاركاته محدودة نسبياً، لكنه استغل كل دقيقة على أرض الملعب لإثبات نفسه كلاعب قادر على التأثير في المباريات الكبرى.
التحول الكبير في مسيرة فينيسيوس جاء مع قدوم المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي منح اللاعب دوراً محورياً في الهجوم. أصبح فينيسيوس جناحاً أساسياً لريال مدريد، مسجلاً أهدافاً حاسمة وصانعاً للعب متعدد الأبعاد. وقد لعب دوراً بارزاً في التتويج بدوري أبطال أوروبا 2022 و2024، حيث أحرز أهدافاً حاسمة في مراحل متقدمة من البطولة، مؤكداً أنه ليس مجرد لاعب جناح سريع، بل مهاجم قادر على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة.
بالإضافة إلى إنجازاته مع النادي، أصبح فينيسيوس لاعباً أساسياً في المنتخب البرازيلي. شارك مع المنتخب الأول في عدة تصفيات كؤوس العالم وكوبا أمريكا، وأثبت أنه قادر على تقديم الأداء نفسه على المستوى الدولي كما في الأندية. يمتاز اللاعب بالمرونة التكتيكية، فهو يمكن أن يلعب على الطرفين الأيمن والأيسر، مع قدرة على اللعب كمهاجم ثانٍ عند الحاجة.
تُظهر مسيرة فينيسيوس جونيور أن اللاعب لم يكن مجرد موهبة صاعدة، بل لاعب شكل عنصر تغيير حقيقي في ريال مدريد. مهاراته في المراوغة، وسرعته، ورؤيته للملعب جعلته من الركائز الأساسية في الفريق، ومع استمرار تطوره، يبدو أن الأفضل لم يأت بعد. فينيسيوس يمثل نموذجاً للاعب العصري، الذي يجمع بين السرعة، والإبداع، والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في المواقف الصعبة، ما يجعله أحد أبرز نجوم كرة القدم في العالم حالياً.










