في يوم 04 فبراير 2012 كان الطقس باردا و كان صوت رياح الشتاء هو المتغلب في شوارع و ممرات و أزقة أطار التي كان ليلتها مجرد ممر للمشاركين و الحاضرين في مهرجان المدن التاريخية (النسخة الثانية ) المقام حينها في وادان
قتل بدم بارد
في ذلك المساء كان "ون ولد افيل " و هو شاب ولد عام 1984 و يعمل سائق تاكسي كان – أو هكذا نفترض – يجتهد في تحصيل عائد يومي مميز بحكم المناسبة .
كانت الليلة صاخبة في وسط المدينة ، المسافرون كثر و المطاعم القليلة تعج بالرواد و الناس يسابقون الوقت قبل إغلاق الطريق حيث ستحط طائرة الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد ساعات في الصباح الباكر على مدرج مطار أطار الدولي
و على بعد أمتار من ذلك المدرج و قبل ساعات فقط من هبوط الطائرة كان سائق التاكسي ولد افيل يتعرض للقتل البشع بدم بارد حيث وجد بحي ظلعت أغنمريت شرق مدينة أطار يصارع الموت مسندا على حائط بجوار سيارته و قد هشم رأسه و تساقطت أسنانه بواسطة قطعة خشبية تركها الجاني في عين المكان و قد فارق الضحية الحياة بعد مدة وجيزة ، مع الإشارة إلي عدم سرقة أي من هواتفه أو مبالغ مالية كانت بحوزته
ثلاث سنين من التحقيق الفاشل
و سريعا اتهمت نيابة أطار حرسيا يشتغل بمدينة أطار يدعى أحمد سالم ولد احويرثي ثم ما لبثت أن أخلت سبيله بعد ما قال إنه كان يوجد بمدينة وادان ليلة الحادث و نفى ولد احويرثي عددا من الاتهامات وجهت إليه و هي اتصاله برقم "رومينغ " مميز أكثر من خمسين مرة و قال إن موريتل لفقت زورا عليه تلك الاتصالات
ثم ألقت النيابة القبض على أحد جيران مكان الحادث و هو عامل يدوي يدعى أحمد ولد امبيريك قبل أن تطلق سراحه تحت ضغط شعبي حيث اعتبر اعتقاله استهدافا عنصريا و أنه أخذ كحلقة أضعف
ثم لجأت النيابة إلي اعتقال عامل إفريقي في مجال البناء كان يسكن قريبا في ظلعت اغنمريت قبل أن تخلي سبيله لسبب ما !
أما والدة ون ولد افيل المكلومة و الفقيرة السيدة فاطمة بنت انويجم (صاحبة الصورة ) فقد ظلت تطرق كل الأبواب وحيدة دون أن تعرف من قتل ابنها الوحيد و لا الجرم الذي ارتكبه حتى يلقى هذا المصير و كانت تتساءل كيف لا تلتفت عدالة بلده إلي الحادث إلا بطريقة خجولة و مريبة ؟!!.
اليوم و بعد أزيد من ثلاث سنين تعيش مدينة أطار على وقع محاكمة توصف بالصورية لعامل البناء احمد ولد امبيريك الذي لا يبين و تقول مصادر "مراسلون" في الولاية إنه أخذ ككبش فداء حتى لا تسجل الحادثة ضد مجهول
و لكن جريمة أخرى كانت مثلها في البشاعة وقعت في ضاحية أخرى من أطار و قتل فيها أبناء لعبيد الصغار و اعتقل صاحبها بسرعة و أصدرت محكمة أطار عليه حكما ب 11 سنة فقط !
أفلا يحق لفاطمة بنت انويجم الفقيرة القاطنة في قرية الطواز أن تعرف قاتل ابنها "ون ولد افيل " و أن تجد إنصافا من حكومة تقول دائما إنها مع الضعفاء و الفقراء ؟!!
مراسلون