كونوا ربانيين في رمضان وفي غير رمضان

الدكتور محمد الأمين ولد عالي خبير في الاقتصاد الاسلامي

من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولى لهذه السنة الهجرية 1436ه، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت. وما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل .

من شاهد حال المساجد والجوامع في رمضان وحال تلك البيوت الطيبة فيما بعد سيرى أن الناس يقبلون على العبادة في رمضان ، ويدبرون عنها بعده.فإنا لله وإنا إليه راجعون.

إن الاسلام هو الاستسلام لله والانقياد لطاعته فعندما يقال لنا صوموا نصوم ، وعندما يقال لنا افطروا وصلوا صلاة العيد نخضع لذلك الأمر الرباني.

و مواسم الطاعة لاتتوقف ـ والحمد لله ـ فموسم الحج مقبل على الأبواب ، وموسم الدعوات و القُربات مستمر حتى تطلع الشمس من مغربها ، وقد كان السلف الصالح يستمرون في الدعاء أن يتقبل الله منهم الصوم الفائت لمدة ستة أشهر حتى إذا انقضت أكملوا الشهور الأخرى في الدعاء أن يرزقهم الله بصوم الشهر المقبل ، النفحات الربانية مستمرة وإن أعظم ما يُتقرب إلى الله به هو قضاء الفوائت ممن كان عليه قضاء فوائت من الصوم، وكذلك من القربات صوم التطوعات قال ابن عاشر في المرشد المعين على الضروري من علوم الدين:

صِيَامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَجَبَا***في رَجَبٍ شَعْبانَ صَوْمٌ نُدِبَا

كَتِسْعِ حَجَّةٍ وَأحْرَى الآخِرُ***كَذا المُحَرَّمُ وأحْرَى العَاشِرُ

كونوا ربانيين في رمضان وفي غير رمضان ، تخلوا عن الغيبة والنميمة وعن أكل المال الحرام والتعامل بالربا في رمضان وفي غيره، املئوا المساجد صلاة وعبادة حتى تكونوا بحق رجالا ربانيين قال تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ * رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مّن فَضْلِهِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

أربعاء, 22/07/2015 - 22:32

          ​