2016 عام للثقافة

يجب إعلان عام 2016 عاما للثقافة الموريتانية فالإنجازات متسارعة والإهتمام الحكومي بالثقافة بلغ ذروته والرئيس شخصيا حريص على النهوض بالقطاع دعونا نرى أبرز المجهودات الحكومية فى هذا المجال حتى تكون الصورة واضحة:

ـ الأدباء والكتاب والشعراء منقسمون على أنفسهم بين "اتحادين" لا أحدهما حي فيرجى ولا الثانى قتيل فيحاذر ولذلك لامؤتمر لامهرجان لا أية مناسبة ثقافية ولاصوت يعلو فوق صوت معركة "الإتحاد" وقد أخذ المعسكران مكانهما وبدأ التراشق بالنبال اللفظية ولا أحد يدرى متى سيكون "الإلتحام" الأكبر

ـ الفنانون منقسمون على "اتحادين" أما أحدهما فميت سريريا وأما الثانى فعاجز عن أن يصرخ صرخة الحياة الأولى ولذلك لا نشاط ولافن ولا تظاهرة موسيقية فالوقت كله للسجال والتراشق اللفظي بين الفريقينـ لا إصدرات ولامطبوعات ولا أي أثر لنشاط مكتبي من أي نوعـ لامعاهد متخصصة سوى معهد ميت للبحث العلمي ومعهد فارغ للموسيقى لايزوره زائر ولا يذكره ذاكر

ـ المسرح يعانى فإذالم يسع المخرج والممثل والكاتب للإرتزاق والإنخراط فى الأعمال الحكومية يحكم عليه بالإبعاد إبداعيا والإعدام اقتصاديا ولذلك توقفت عجلة المسرح وضاعت كل جهود تنميته والنهوض به

ـ السينما مذبوحة محليا لا أحد يدعمها لا أحد يريدها لا أحد يتبناها لا احد ينفق فيها مالا أووقتا ولذلك نصرخ كثيرا فى وجوه مخرجين قدموا بضاعة رائجة فى الخارج كتجريم المحظرة وفتح الملفات الحقوقية بحدة وعنف بعيدين عن التجرد والموضوعية مع أننا ندرك أن المخرج لاسند له فى الداخل وأموال الخارج وجوائزه محكومة بمحددات وأطر لاينبغى الخروج عن نصها

ـ الفن التشكيلي مكمم يصرخ بينه مع نفسه محاولا إسماع صوته دون جدوى فالفقر والبؤس يمنعانه من التعبير عن نفسه

ـ نخبة الكتاب والإعلاميين مشغولة بنشر "غسيل" لن "ينشف" أبدا ونحن فى فصل الأمطار تتراشق بالتخوين والتأنيث والتخدير وكأنه ليس لها وطن وشعب بحاجة لنخبته ويضن بها على الدروب الفرعية الضيقة المظلمةهل رأيتم أنه من حقنا أن نطالب الدولة بإعلان 2016 عاما للثقافة فعندما أعدمت التعليم وأفرغته من محتواه كتبت على جثته المعلقة على أسوار القصر "2015 سنة التعليم" ..!!

حبيب الله ولد أحمد

أربعاء, 05/08/2015 - 10:01

          ​