لاجؤا مخيم أمبرا بين صعوبة قرار الرحيل و سياسة التجويع

بعد ما يزيد من شهر من عمر الاتفاق الموقع عليها بين الأطراف المالية  يوجه الكثير من اللاجئين الماليون في “مخيم أمبرا” انتقادات لاذعة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وحكومة مالي والحركات الموالية لها من جهة والحركات الأزوادية من جهة أخرى، حيث يتهمون مفوضية اللاجئين بأمر من الحكومة المالية بإقصائهم من قوائم المستفيدين من الحصص التموينية المجانية التي توزعها المفوضية مرة واحدة في الشهر. و يقول هؤلاء المنتقدون إن الخطوة الجديدة إنما تهدف إلى الضغط عليهم للرجوع إلى بلادهم، (مالي)  بعد ثلاث سنوات من اللجوء في المخيم.

أما الحركات الأزوادية فيتهمونها باستغلالهم لأغراض سياسية قد تكون شخصية حيث يطلبون منهم البقاء دون الرجوع إلى أراضيهم ليكون ذلك وسيلة ضغط على الحكومة المالية لتوافق على بعض مطالبهم.

 ويشهد مخيم امبرا، منذ سنتين، حوادث بين المفوضية واللاجئين، فيما يتوقف توزيع الحصص التموينية تارة وتوزع تارة أخرى إلا أنه توقف نهائيا طيلة الأشهر الأخيرة.

يقول اللاجئ محمد المختار 45 عاما القادم من تين بكتو "الحركات الأزوادية حاليا تقوم بجولات توعية داخل المخيم تطلب من اللاجئين عدم العودة إلى  مالي بحجة عدم وجود الأمن حتى بعد اتفاقية السلام والمصالحة الموقعة 20 من الشهر المنصرم ،كما تقوم الحكومة المالية والحركات الموالية لها بتحسسهم للعودة قبل الأمن والأمان، ما ربط عقولهم  وجعل قرار البقاء والرحيل أصعب مما يعانونه من معاناة في مخيمهم".

ويزيد علي أغ ستار 32 عاما القادم من ليرا قائلا "حين يعود النازحون من اللجوء لن يكون بسبب استقرار الأمن في المنطقة، لكنه الجوع الذي يحاصرهم في المخيمات" هكذا عبّر الكثير من اللاجئين عن معاناة حقيقية تجري هناك، ويضيف أغ ستار

" لكن مفوضية الحركات الأزوادية وحكومة باماكو منشغلة بأذرع أخرى لها تكتسب أولوية حسب السياسات المتبعة والمصالح المرعية لديها".

.

يقول اللاجئ محمد علي القادم من قوندام "إن قلة المستفيدين من تلك المساعدات لا يعبر عن استغناء اللاجئين وارتفاع حاجتهم، لكنها ضغوطات يتعرض لها اللاجئ للمساومة على عودته إلى أرض تهدد فيها حياته قبل ماشيته وحرثه".

لا تخفي مريم ولت محمود لاجئة في مخيم “أمبرا” مخاوفها من تلك المعادلة التي يعانون جراءها، قائلة

" نحن نفضل التعرض للمخاوف الأمنية في أرضنا على البقاء مرتهنين لسياسة التجويع".

واصلت ولت محمود "كثير من اللاجئين ليسوا معدمين، فقد تركوا خلفهم أرضا وماشية ولذلك حين لا يؤمنون على أنفسهم من سوء التغذية يضطرون لترك المخيم، ولأن أغلبهم من رعاة الماشية ولا يحسنون غيرها فإنهم يعودون إليها حين تضيق بهم الأرض وتقل فرص البقاء متمسكين بكرامتهم".

أما عمر القوناني القادم من ليرا فهو يقول: » بطبيعة الحال الأنباء التي تصلنا من شمال مالي لا تحمل لنا سوى نذر “البيوت المدمرة” وجولات الجيش المالي والقوات الفرنسية وتهديدات الإرهاب الجاهزة لكل ملتح وابتزازات المليشيات و استهدافاتها والحياة المحطمة التي تسكن المنطقة. «  موضحا بجلاء أن »  العودة الجماعية لم تكن خياراً للاجئين، الوضع في مالي سيظل هشاً ولا يسمح حتى الآن بالعودة بأعداد كبيرة، سيما في هذه الأشهر امتدادا لموسم الجفاف، إذ يتوقع قلة الموارد وشح المخزون الغذائي، وتدهور المراعي والفقدان المرجح للماشية إرث ضعف المحاصيل منذ موسم 2014 وسوء حالة الطرق وانعدام الأمن اللذين يواصلان عرقلة المعونات الإنسانية. مؤكدا بأن هذه نهاية درامية تحملها تقارير المنظمات  الإنسانية الفاعلة شمال مالي

ثلاثاء, 11/08/2015 - 00:19

          ​