دوافع هجرة الموريتانيين

تتجه موريتانيا إلى الحسم النهائي في مسألة الجنسية المزدوجة بالسماح لمواطنيها في الخارج بالحصول على جنسية ثانية، بعد أن كان الدستور الموريتاني يقضي بسحب الجنسية من أي مواطن يحصل على جنسية دولة أخرى.

وطالب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بحل مشكلات الجاليات الموريتانية في الخارج، وتوظيف الإمكانات التي تتيحها التقنيات الحديثة، داعياً خلال زيارته الأسبوع الماضي مقر وزارة الخارجية في نواكشوط، إلى ضرورة تقريب الخدمات الإدارية من المواطنين، وضبط المراسلات القادمة من البعثات الديبلوماسية في الخارج والهيئات المعتمدة لدى موريتانيا.

مركز طوارئ

وتسعى الحكومة الموريتانية لإنشاء مركز للطوارئ من أجل مساعدة مواطنيها في الخارج، وفق ما أعلن في أعقاب اجتماع حكومي. وقال البيان الصادر في أعقاب الاجتماع، إن «الوزيرة المنتدبة لدى وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون المكلفة بالشؤون المغاربية والأفريقية وبالموريتانيين في الخارج خديجة مبارك فال اقترحت إنشاء مركز لعمليات الطوارئ لمساعدة الموريتانيين في الخارج، سواء كانوا مقيمين أو زائرين أو عابرين».

ويوضع هذا الجهاز المسمى «مركز عمليات الطوارئ» تحت السلطة المباشرة للوزيرة المنتدبة المكلفة بالشؤون المغاربية وبالموريتانيين في الخارج، وسيعني مركز عمليات الطوارئ بالتعامل مع جميع أنواع المخاطر، وسيشكل نقطة محورية للاتصالات المتعلقة بحالات الطوارئ التي ربما يواجهها الموريتانيون في الخارج.

ورغم أن موريتانيا تعتبر دولة استقبال للمهاجرين، لا سيما من الدول الأفريقية المجاورة، إلا أنها تبقى من أبرز الدول التي يختار عدد كبير من أبنائها طريق الاغتراب لأسباب متعددة.

دوافع هجرة

ويقول يقول الباحث الأكاديمي الموريتاني اعل الشيخ أباه أحمد الطلبة: «نحن شعب لم يسبق له أن عرف ثقافة الهجرة والرحلة بحثاً عن السعادة والرفاه المزعوم، الذي إن حصل في أحسن الأحوال فهو على حساب أشياء أخرى، نحن شعب لا تستهويه الحضارة وبريقها، بل نكتفي دائماً باليسير من وميض الحضارة لننير ليل الصحراء ومضارب الخيام البهيم الحالك»، مشيراً إلى أنه «خلال العقد الأخير ومع انعدام السلم والاستقرار السياسي في بلد يرتبط اسمه بالانقلابات والتقلبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أصبحت الهجرة خياراً يتبناه الكثير من المثقفين كونها وسيلة للهروب من نار الواقع المرير الذي مافتئ يزداد مرارة يوماً بعد آخر».

3 فئات

ويضيف «الأغلبية التي تهاجر إلي جنوب الجنوب لا يبحثون سوى عن رفاه متواضع لا يتجاوز منزلاً في منطقة من الصحراء والزواج من ابنة عم تجهل العالم من حولها، هم ثلة ممن لا يحملون أحلاماً ولا شهادات ولا رؤية للعالم، فالهجرة دون رؤية للعالم ووعي بأهمية الانتقال تستحيل ذهاباً وإياباً دون الشعور بتغيير ثقافي، أما الأقلية المتعلمة فيذهبون إلي دول الخليج متخذين منها قبلة للعمل والسفر عبر الزمن الحقيقي لتحول الحضارة من صحراء إلى مدن شاهقة، أما الصنف الثالث من المهاجرين، الذي يمثل 0.5 من مجموع الباحثين عن وطن بديل، قد ينبعث يوماً من رماد طموحات لا تولد إلا لتموت من جديد، هذه الثلة هي واعية بأبعاد الغربة والاغتراب من أجل تحسين الظروف العلمية والاجتماعية في سبيل تحقيق الأسطورة الشخصية في وطن بديل قد يسمح ببناء عوالم تحمل بعض أوصاف الوطن الأم، الذي تنطمس وتندرس معالمه مع كل انتقال منه».

320000

يبلغ تعداد مغتربي موريتانيا نحو 320 ألف مهاجر، وهي نسبة كبيرة مقارنة بعدد السكان الذي يبلغ 3.3 ملايين نسمة، ويتوزّع المغتربون إلى حوالي مائة ألف بإفريقيا و50 ألفا في دول الخليج العربي، ومائة ألف موريتاني في دول أوروبا وأميركا و40 الف في المملكة المغربية و30 الفا في ليبيا.

النهار

 

سبت, 15/08/2015 - 12:49

          ​