هوامش على مقابلة اعل ولد محمد فال

مرة أخرى يطل علينا اعل ولد محمد فال عبر إذاعة فرنسا، ليتحدث في أمور لايفقه عنها الكثير، ويتحامل – كما اعتاد- على موريتانيا وجيشها ونظامها الحاكم، دون أن يذكر حسنة واحدة من إيجابيات هذا النظام الذي منحه من الحرية أكثر مما يستحق، وتغاضى عن جرائمه في حق الوطن وشعبه على مدى ربع قرن من الزمان.

يقول ولد محمد فال إن داعش تكتتب عناصرها في بعض القرى الموريتانية وسط تغاضي السلطة بسبب عجزها عن مواجهة هذا التنظيم الإرهابي، والواقع أن من عجز بل وهرب من مواجهة الإرهابيين هو اعل ولد محمد فال يوم كانت مديرا للأمن الوطني، حين كانت عصابات الإرهابيين والمهربين تسرح وتمرح في ربوع هذا الوطن، أما النظام القائم فقد نفذ مقاربة أمنية للقضاء على الإرهاب صارت مثالا يحتذى في دول المنطقة كافة، وتمكن الجيش الوطني بفضل هذه المقاربة من وضع حد للعصابات وشبكات التهريب، وبات عينا ساهرة تحمي الحدود بعد أن تم تزويده بمعدات وآليات حديثة جدا.

ويضيف ولد فال إن حل كتيبة الأمن الرئاسي، مطروح للنقاش، وينسى أن العقيد المتقاعد أن كتيبة الأمن الرئاسي هي من حمى ظهره في المحاولة الانقلابية 2003 حين اختفى من المشهد يوم لعلع الرصاص في أرجاء العاصمة.

وينسى ولد فال أيضا إن الكتيبة إحدى وحدات النخبة في الجيش الوطني، وهي موجودة اليوم على الحدود مع مالي، ويسري عليها ما يسري على الجيش الموريتاني بكل تشكيلاته..

في موضوع آخر يتحدث اعل عن ما يسميه بيع المدارس والقطع الأرضية في نواكشوط، وهو من هو في تحطيم الأرقام القياسية في امتلاك القطع الأرضية والأسواق والأرصدة المالية الضخمة التي جمعها خلال توليه إدارة الأمن العمومي باساليب وطرق مشبوهة.

يبدو أن الرئيس السابق اعل حين يتحدث عن هكذا مواضيع يكون ككبش الأنبياء الذي يحفر الأرض بحثا عن السكين التي يذبح بها، فالرجل الذي منحه الموريتانيون 3% في الانتخابات الرئاسية 2009 كان عليه أن يتوارى عن الأنظار مع ما اكتسبه من قوت هذا الشعب، ويلتزم الصمت فهو أنجى له وأولى له أيضا.

أما العنتريات اللفظية والاطلالات المتعددة على القنوات والإذاعات الأجنبية فلن يضيف رصيدا أخلاقيا أو شعبيا للرجل الذي لا يكن له الموريتانيون أي احترام بسبب ماقاسوه على يديه من بطش وتنكيل وتقتيل على مدى 21 عاما متتالية.

سيدي محمد ولد بوجرانه

أربعاء, 07/10/2015 - 14:07

          ​