فضيحة: أسلوب جديد من الفساد ينخر اقتصاد البلد

تشهد معظم المؤسسات العمومية الموريتانية أسلوبا جديدا من الفساد بدأ ينخر كيان الدولة ويهزل جسمها، ويفسد معنى الوظيفة ومكانة الوطن في قلوب المواطنين.

هذا الأسلوب الجديد من الفساد هوعدم احترام الموظفين العموميين لأوقات الدوام وحيثيات العمل وعدم احترام الوظيفة وتقديم الموظيفين لأعمالهم الحرة على مسؤوليتهم في الوظيفة العمومية، حيث من النادر أن تأتي إدارة عمومية في أوقات الدوام الرسمية وتجد بها إلا صغار العمال والموظفين.

هذا وقد لاحظ بعض المتابعين لميادين العمل في المؤسسات العمومية أن نسبة كبيرة من عمال الوظيفة العمومية لا يصلون مكان عملهم في أوقات الدوام المحددة، ولا يأتون إلا بعد أن ينهوا أعمالهم الخاصة بهم . وأنه لا يصل مكانه في العمل من العمال العموميين سوى صغار الموظفين وضعاف المكانة من لا سند لهم في الدولة.

وحسب مصادر "اتلانتيك ميديا" الخاصة وبعد تحرّ واسع فقد تم اكتشاف أن بعض كبار المسؤولين والعاملين في الوظيفة العمومية يعملون في المجال الخاص ويقضون وقتهم في أعمالهم الخاصة، حتى أن رئيسي مصلحة في بعض القطاعات يعملان في التجارة وبيع الهواتف والرصيد في محلات معروفة، ويتقاضيان رواتب ثابتة من المال العام، ويهملان عملهما في المؤسسات العمومية. وهذا ما يعتبر من أعظم الفضائح وأجل ألوان الفساد التي تجاهر الدولة وتصر على محاربتها.

إن عدم احترام أوقات الدوام هو عين الفساد الذي عقدت الدولة عزيمتها على محاربته بكل الوسائل، وهوتهاون سيئ بالمسؤولية التي تقع على كاهل العاملين في الوظيفة العمومية، و يبقى من الجلي انه إذا لم يك بهؤلاء من روح وطنية أوأي شعور بالمسؤولية اتجاه وطنهم ووظيفتهم، فإنه يبقى الجانب الشرعي من القضية، فلا حق في راتب من المال العام لمن لا يؤدي المسؤولية الموكلة إليه في الوقت المطلوب، وبأمان وإخلاص وجدية.

اتلانتيك ميديا

جمعة, 12/02/2016 - 10:30

          ​