أين كان حملة لواء الدفاع عن اسنيم، حين عرضت للبيع؟

يلاحظ منذ بعض الوقت تصاعد حملة شرسة ضد الإداري المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم)، محمد عبد الله ولد أوداعه؛ تارة عبر شعار الدفاع عن عمال الشركة؛ وطورا بحجة أن الشركة تعاني اختلالات في تسييرها..

 

اللافت في الأمر أن هذه الحملة الشعواء تقودها بعض الشخصيات المحسوبة على المعارضة ، وتوظف في سبيلها نقابات عمالية هي التي أنشأتها أصلا.. شخصيات كانت ضمن الحكومة وجزءا من نظام ما قبل الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، بإعلامها ونقاباتها، لكنها لم ترفع إصبعها ولم تنبس ببنت شفة حين سعت تلك الحكومة جاهدة إلى بيع الشركة الوطنية للصناعة والمناجم.. لم يتطرق إعلامها لتلك الصفقة المدمرة لاقتصاد البلد والمهينة لشعبه وسيادته الوطنية؛ ولم تتحرك نقاباتها لحظة واحدة: لا مظاهرة، لا اعتصام، لا بيان تنديد.. لا شيء، للاعتراض على كارثة محققة كانت ستحل بعمال اسنيم وعائلاتهم وبالأمة الموريتانية بأسرها.. وفوق ذلك لم يتحدث أحد من هؤلاء عن وضعية الاستعباد التي كان يرزح تحت نيرها عمال الشركة الرسميون وغير الرسميين..

 

يومها وقف الجنرال محمد ولد عبد العزيز؛ وهو قائد عسكري؛ بالمرصاد في وجه تلك المؤامرة الخطيرة، ووقف إلى جانبه كثير من خيرة أبناء وأطر موريتانيا الشرفاء.

 

اليوم تقيم تلك الشخصيات في المعارضة الدنيا ولا تقعدها، رافعة يافطة الدفاع عن عمال اسنيم غير الرسميين (المستعبدين أيام حكم الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله، الذي كانت جزءا من حكومته) وذلك بعد أن أمر الرئيس ولد عبد العزيز بمنح عمال "الجرنالية" عقودا رسمية بكامل الحقوق والامتيازات، وبعد أن حول الإداري المدير العام للشركة هذه الأخيرة إلى عملاق حقيقي على الصعيد الإقليمي والقاري والعالمي، محققا رقم أعمال قياسي، ومستوى غير مسبوق من صادرات الحديد الموريتاني الخام، ومنشئا عدة فروع في مجالات عدة ذات صلة بصميم عمل الشركة، حيث انطلق مصنع زوارق الصيد العصرية المتطورة وبرنامج "النهوض".. وحوّلت اسنيم، في عهد ولد أوداعه، مدن انواذيبو وانواكشوط وازويرات إلى ورشات كبرى لا تتوقف، ضمن رؤية مستقبلية واضحة، وحكامة لم يعهدها أحد من العارفين بهذه الشركة منذ تأميم المناجم عام 1974 إلى الأمس القريب.

 

نجاحات مشهودة وإنجازات كبرى، أغاظت من فشلوا في بيع خيرات موريتانيا في المزاد العلني ومن نهبوا تلك الخيرات أيام وجودهم في الحكومة، فجيشوا كل الوسائل المتاحة للنيل من الرجل الذي نجح حيث فشل كثيرون غيره.. وحقق ما لم يحققه أي ممن سبقوه إلى قيادة شركة الصناعة والمناجم التي أصبحت خلال أقل من أربع سنوات مفخرة وطنية كبرى وركيزة محورية للاقتصاد الوطني... لكن هيهات أن ينهد الجبل تحت مطارق ومعاول التحامل والمغالطة والخداع...!

 

 

 وتستمر القافلة في سيرها دون توقف.

جمعة, 16/05/2014 - 09:00

          ​