مهرجان التمور و مستقبل التمور

تحتضن ولاية آدرار"مدينة اطار" شهر اغسطس القادم مهرجانا موسميا يختص بالتمور و عرضها و تقديمها في جو تنافسي بين مختلف ثمار النخيل و تعد هذه النسخة تكملة لما سبق من مواسم اقيمت في مدينة تجكجة.

إذ يامل الكثير من المزارعين في ولاية آدرار ان يكون هذا المهرجان مناسبة لعرض منتوجهم في احسن صوره و طرح المشاكل التي تؤرق كاهلهم و تهدد مستقبل التمور و النخلة في هذه الولاية  خاصة و الوطن بصفة عامة.

تحتل جودة التمور في ولاية آدرار المرتبة الاولي و طنيا, لكن هذه الجودة ظلت مهددة بفعل الآفات التي أثرت بشكل واضح في السنوات الاخيرة علي مستوي هذه المكانة التي تحتفظ بها التمور في هذه الولاية ومن هذه الافات :

 

البــــيــوض

و هومرض فتاك قضي علي ما يقارب اربعة عشر مليون نخلة في الوطن العربي و هو اليوم يهدد المليون نخلة في موريتانيا

   

الصورة من احدي واحات آدرار و هي تبين مدي الضرر الذي يلحقه هذا المرض بالنخلة.

مهرجان التمور يجب ان لا يكون مناسبة من مناسبات الترف و استعراض المديح و الشعر فهذه اشياء هامشية مقارنة بعنوان المهرجان المقرون بإسم التمور التي ان لم تتخذ اجرآت للحفاظ علي مستقبلها و جعل المهرجان يتعرض الي هذه الافات التي تهدد مستقبل النخلة و منتجها فإنه قد ياتي يوم تصبح فيه هذه الثمرة المحتفل بموسمها المتضرر الاكبر و لا تحافظ علي جودتها المعهودة.

لقد استوردنا فكرة مهرجان التمور من اقوام يستخدمونه للترف و الترفيه و قد سرنا علي طريقهم في المواسم السابقة دون الانتباه الي إختلاف الحال و المئال.

إن النسخ السابقة من المهرجان كانت إحتفالا كرنفاليا بإمتياز دون تقديم عروض توضح المشاكل التي تعاني منها التمور و النخيل بصفة عامة بطريقة علمية فموريتانيا و الحمد لله تعج بالخبراء المتخصصين في هذا المجال و لن يضير القائمين علي هذا المهرجان إستضافة أحد الخبراء في المجال الزراعي الواحاتي لتقديم توضيح للمشاكل التي يعاني منها  النخيل و انعكاسها علي ثماره و كيفية الوقاية و تقديم طريقة العلاج في حال إصابة النخلة بالآفات.

إن النخيل يعاني من آفات تهدد مستقبله و مستقبل ثماره و من انعكاسات تلك الآفات علي الثمار ما يعرف محليا " بالتلخصي"

 

 و " الغبار" الذي يلتصق علي الثمار دون سابق انذار او حتي دون هبوب عاصفة رملية و "التكمارت" و "لفسيخ" و"تاكه او اتوكي" الي آخر تلك الانعكاسات التي تؤرق المزارع الواحاتي. و تبين مدي الضرر الذي يلحق بالثمار.

لقد اعتاد المؤتمرون في مؤتمراتهم الوطنية و المحلية علي جعل هذه المؤتمرات  مناسبة للمديح و المسابقات و اشياء يجب ان تكون تكميلية للجوهر الذي اقيمت من اجله هذه المهرجانات.

إن مهرجان التمور يجب ان يقام في إحدي واحات الولاية الغنية بالثمرة المحتفل بموسمها بدل ان تقام في مدينة تمتلأ اسواقها بالتمور القادمة من هذه الواحات و الوديان.

إن هذا المهرجان فرصة لتجديد عهد الانسان بالنخلة و رعايتها و الاهتمام بما تعانيه ثمارها من آفات و عقبات من اجل النهوض بهذه الفاكهة الصيفية. لكي لا تبقي دار ابن لقمان علي حالها و طريقة الاحتفال بمهرجان التمور هي هي لم تتغير

 

داهي /الحمد

أحد, 20/07/2014 - 15:38

          ​