الشرطة تكشف تفاصيل إنتحار الممثل الأميركي روبن ويليامز

تم تأكيد تفاصيل وفاة الممثل الأميركي روبن ويليامز خلال مؤتمر صحفي صباح الثلاثاء حيث كشف مكتب الشريف أن الفنان الراحل إستخدم سكينة جيب ليقطع شرايين رسغه الأيسر، وبأنه وجد معلقاُ بحزام ملفوف حول عنقه. وشرح الملازم أول كيث بويد التفاصيل المؤلمة قائلاً: "عثر عليه مرتدياً ملابسه، في وضع الجلوس .. ومعلق قليلاً بحزام ملفوف حول عنقه، وكانت بكلة الحزام مثبتة بين الباب والإطار".ورغم أن الجروح لم تكن سبب الوفاة الرئيسي إلا أن بويد إستفاض في شرح طبيعتها، قائلاً بأنها كانت متعددة وعلى باطن رسغه وأن سكينة جيب مغلقة وجدت في مكان قريب من جثته.وأضاف أن فحص الطب الشرعي للجثة لم يثبت وجود اثار جروح تدل على حدوث صراع أو إعتداء جسدي سبق العثور عليه متوفياً من قبل مساعدته في غرفة نومه". وكانت زوجته آخر شخص رآه حياً في العاشرة والنصف من مساء الليلة التي سبقت وفاته، وأن النجدة لم تستدع إلا في اليوم التالي لأن الزوجين كانا ينامان في غرفتين منفصلتين. وغادرت الزوجة المنزل صباح اليوم التالي معتقدة بأنه لايزال نائماً. هذا ومن المقرر إجراء فحص للسميات ولكن النتائج ستستغرق من إسبوعين الى ستة اسابيع حتى تظهر. وإلى ذلك الحين سيبقى التحقيق مفتوحاً.

الإخفاق المهني أبرز أسباب إكتئابهوأكد مصدر لموقع فوكس 411 بأن ويليامز كان ضحية نجاحه الباهر، حيث ساهم في تغذية الصراع النفسي الذي كان يعاني منه وهو يحاول أن يرتقي لمستوى توقعاته العالي جداً، فالممثل الذي حصد في حياته جوائز عديدة منها الأوسكار، الغولدن غلوب، الإيمي والغرامي، وكان واحداً من أهم المواهب التي عرفتها هوليوود، قضى الفترة الأخيرة وهو مكتئب جداً، فعمله الأخير The Angriest Man in Brooklyn لم يلق نجاحاً يذكر، وتعرض الفيلم الذي شاركه بطولته كل من ميليسا ليو وميلا كونيس الى نقد قاس ، وتم طرحه بعدد محدود جداً من دور العرض، ثم رفع منها بعد وقت قصير، وطبع ووزع على أقراص مدمجة.وفي شهر أيار مايو الماضي اعلنت قناة CBS إلغاء مسلسله الكوميدي "The Crazy Ones" بعد عرض موسم واحد منه فقط. وكان "السيتكوم" قد حقق في البداية نسب مشاهدة عالية وصلت 15.5 مليون مشاهد، ولكن مع عرض الحلقة الأخيرة من الموسم كانت نسب المشاهدة قد إنخفضت الى 5.2 مليون مشاهد فقط."كانت هذه أسوأ مراحل حياته المهنية، المسلسل كان يعطيه الدافع لكي  ينتظم في العمل، ويحضر في الموعد المحدد، وفر له الحافز ليبقى قوياً ويستمر". أضاف مصدر آخر.كما شارك أيضاً في فيلم درامي بعنوان "بوليفارد" وكان العرض الأول له في مهرجان تريبيكا السينمائي، ولكنه لم يجد موزعاً له حتى الآن.عانى من رحيل أصدقائه المقربينوأضاف مصدر ثالت مقرب من العائلة بانه بجانب الضغط العملي الذي كان يعاني منه، كانت تؤرقه عقدة النجاة Survivor's Guilt بعد وفاة ثلاثة من أقرب أصدقائه في عالم الترفيه: كريستوفر ريف، آندي كوفمان و جون بيلوشي.

فيلم في العلبيذكر أن للراحل فيلماً أنجزه ولم يعرض بعد وهو بعنوان , "Night at the Museum: Secret of the Tomb," يقوم فيه بدور تيدي روزفلت، ومن المقرر عرضه في التاسع عشر من ديسمبر المقبل.وكان هناك جزءاً ثانياً من فيلمه الكوميدي الشهير "السيدة دواتفاير" في طور الكتابة، بحسب مجلة فارايتي المتخصصة في صناعة السينما. ومن المؤكد بان هذا المشروع لن يرى النور بعد وفاته.

 إبنته تنعيه على الإنستغرام وتمبلر

نعت زيلدا ويليامز والدها بكلام مؤثر نشرته عبر صفحتها الخاصة على موقع "إنستغرام". حيث إستعانت الممثلة الشابة البالغة من العمر 25 عاما، بفقرة من كتاب انطوني دي سان، "الأمير الصغير"، جاء فيها:  "أنت وحدك ستحصل على النجوم، كما لم يحصل عليها أحد من قبل، وسأعيش في إحداها، وسأضحك". وأرفقتها بهذا التعليق "أحبك، وسأفتقدك، ولكني سأحاول مواصلة التطلع للأمام".وفي وقت لاحق كتبت أول تصريح لها عن وفاته عبر حسابها على موقع التدوين تمبلر: "عائلتي كانت دوماً تحيط الوقت الذي نقضيه معاً بالخصوصية، كانت طريقتنا في الأبقاء على الأمور التي تخصنا في إطارنا، مع رجل تقاسمنا وإياه العالم كله. لكن الآن هذا كله راح، وأشعر كمن جردت من ملابسها بالكامل".آخر يوم لي معه كان يوم عيد ميلاده، وسأظل شاكرة مدى الحياة باني وإخوتي تمكنا من قضاء هذه الأوقات معه، نتبادل الهدايا ونضحك.كان رجلاً عاطفياً دافئاً، حتى في أحلك لحظات حياته. ورغم أنني لن أفهم أبداً كيف، ورغم أنه محبوب لهذه الدرجة، لم يجد في قلبه الرغبة للبقاء معنا.وتكمل بأنها تجد عزاءً طفيفاً بأن الملايين يشاطرونها ألمها وصدمتها لرحيله بهذا الشكل المفاجيء.وتضيف هذا لا يخفف الألم، ولكن على الأقل هو عبء يعلم الملايين أننا نحمله وكثر عرضوا علينا تخفيفه، شكراً لأجل ذلك.وقالت بأن والدها كان يحب إضحاك الناس: "كان واحداً من ألطف وأكرم الرجال الذين عرفتهم في حياتي".وختمت بالقول: "أعلم جيداً الآن بأن العالم كله، وليس عالمي فقط، بات أكثر ظلاماً، وأقل مرحاً في غيابه، وسيبقى كذلك الى الأبد".آخر ما كتبه الراحل على إنستغراموكان آخر ما نشره النجم الراحل على "انستغرام"، صورة مؤثرة بالأبيض والأسود مع ابنته في طفولتها، وكتب عليها "عيد ميلاد سعيد للآنسة زيلدا ري ويليامز، أتممت ربع قرن اليوم، ومع هذا ستظلين طفلتي الصغيرة، أحبك".

زوجته تطالب بإحترام خصوصية العائلةوطالبت زوجتته سوزان شنايدر بإحترام خصوصية العائلة في هذا الوقت المليء بالحزن العميق، وذلك في بيان وزعته على وسائل الإعلام قالت فيه : "هذا الصباح فقدت زوجي وصديقي المقرب، وفقد العالم واحداً من أهم ممثليه المحبوبين، وإنساناً رائعاً".

وأضافت:"بالنيابة عن عائلة روبن نحن نطالب الجميع بإحترام خصوصيتنا خلال هذا الوقت العصيب، وعندما يتم تذكره نأمل أن لا يكون التركيز على موته، وإنما على الدقائق التي لا تحصى ولا تعد من البهجة والضحك التي منحها للملايين خلال مسيرته الفنية". 

أوباما ينعاه في بيان مؤثر

ومن جهته، أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما بياناً قال فيه: "كان طياراً، طبيباً، جنياً، مربية أطفال، رئيساً، بروفيسوراً، بيتر بان، وكل شيء آخر ما بين هذه الشخصيات التي لا تنسى. كان إنساناً فريداً. دخل حياتنا كغريب، لكنه تمكن من أن يمس كل عنصر من عناصر الروح البشرية.

أضحكنا وأبكانا، منح موهبته التي لا تقدر بثمن مجاناً وبكل كرم لهؤلاء الذين يحتاجونها أكثر شيء، بدءاً من جنودنا الذين يخدمون في الخارج وصولاً الى المهمشين في شوارعنا.

عائلة أوباما تنعي الراحل، وتقدم تعازيها الى عائلته، وأصدقائه، وكل من وجد فيه صوتاً له".

إدمان وإكتئاب

وأكد المتحدث بإسمه خبر وفاته، وقال أن ويليامز سبق له أن دخل المصحة في وقت سابق من هذا العام ليسيطر على إدمانه، ويعود للتركيز على إلتزاماته بأن يكون صاحياً، حيث أنه كان يعاني من إدمان الكحول والمخدرات في الثمانينات، وعادت المشكلة مجدداً في 2006 عندما سعى للمساعدة في حينها.

عرف إيقونة الكوميديا الشهرة من خلال مسلسل مورك و ميندي ونال جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم Good Will Hunting وقدم أدواراً لا تنسى في السيدة داوتفاير، ومجتمع الشعراء الموتى، باتش أدامز، هوك، وصباح الخير فيتنام. كما أدى صوت الجني في فيلم ديزني للرسوم المتحركة "علاء الدين".

سبيبلرغ: لا أصدق أنه رحل

وصرح المخرج ستيفن سبيلبرغ لمجلة إنترتينمنت ويكلي قائلاً: "كان بمثابة البرق في عالم الكوميديا وضحكاتنا كانت الرعد الذي أبقاه مستمراً. كان صديقاً ولا أصدق أنه رحل".

كما نعاه عدد كبير من الفنانين ومحبيه في العالم كله عبر وسائل التواصل الإجتماعي فلا يخلو حساب من عبارة: "إرقد بسلام ". فالعالم اليوم خسر موهبة لا تعوض. 

 

أربعاء, 13/08/2014 - 08:42

          ​