المبادرات القبلية ظلم في حق الديمقراطية

إن المحاباة وإظهار الولاء المزعوم والمعروف شعبيا ( باتصفاك) والذي بلغ ذروته في ظل الأنظمة السابقة وأصبح فنا يتسابق الكثيرون فيه حتى أصبح من الحكمة عند البعض و يقال: شعبيا (إليما نافق ما وافق) هاهو يطل علينا اليوم بعد أن ظنناه قد اضمحل في زي آخر يلبسوه مغيرا أسلوبه القديم والذي يعرفه كل الموريتانيين باستخدام رداء القبيلة بديلا للبرامج السياسي يريدون بذالك إخفاء نواياهم الحقيقية والمتعطشة دوما إلي أكل المال العام ونهبه بغير حق واستدراج الشباب عن طريق العاطفة تحت إمبراطورية الفساد والمفسدين بذريعة القبيلة لكي تتوحد وتكون على قلبي رجل واحد تحت لواء زعامات ذات أموال مشبوهة المصادر إذ أصبح أصحابها اهلا للزعامة في زمن طغيان المادة ويحاولون بذلك إقناع ر ئيس الجمهورية بأن لا بديل عنهم في استقرار الوطن وأن العمل السياسي لا يمكن أن يمر إلا عن الطريق الذي يريدونه؟ وأنا أرى أن الر ئيس يدرك جيدا ما يريدونه من وراء أسلوبهم (الجديد القديم) فهم في الأصل ليسوا مقتنعين، بدور الشباب في تنمية الوطن ويريدون الهام الر ئيس أن التجديد لا يمكن أن يمر إلا من خلال ( التركة أو التوريث) !!!

 

إن الشعب الموريتاني يدرك جيدا وخاصة الشباب مكانة القبيلة في الإسلام ويفهم دورها الرا ئد في تنمية المجتمع إذا تم استخدامها في محلها الصحيح وكما قال تعالي: (وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فالشباب والوطن اليوم هم المتضرر الأول من الأسلوب ( القديم الجديد ) ولنجعل التاريخ نصب أعيننا أليس الأمس بقريب وهذا ما جعلنا نشكك في نواياهم تجاه التغيير الإيجابي وإشراك الشباب، وخاصة أصحاب المشاريع الوطنية الرامية إلي تغيير العقليات، التي لا تخدم سوى أصحاب النفوذ (القديم الجديد) وإقصاء الآخرين مهما كانت انتمائاتهم لو كان القريب الودود.!!!!

 

فعملية "الإصلاح" التي تقوم بها الحكومة، هي في منظورنا عملية تحتاج إلي رعاية خاصة واستقطاب أكثر كم و ألا تكون تجميلة فقط لكن يجب أن تكون الرعاية من طرف المواطنين الموريتانيين جمعا ومن خلال الرأي العام والمتحرر من جميع الممارسات السيئة التي يقوم بها البعض( لحاجت في نفس يعقوب )

 

وليس الخاصية لكي تنجح وتعطي نتائج ايجابية وليست زبونية فقط. إن هناك الكثير من النخب (القديمة الجديدة ) يعملوا من أجل اجهاط إشراك الشباب بكل الو سائل المتاحة لهم من منع من التوظيف واستخدام المال السياسي والوسائل المعروفة سلفا قاضين بذلك على آمال الشباب في حلمهم بالتغيير الإيجابي الذي يعلقوا عليه الكثير من الآمال فأصحاب هذه الأفكار يحاولون استقلال الوضع السياسي الراهن للبلاد من أجل ليي ذراعي الرئيس وإجباره على التعامل معهم وإظهار أن لا بديل لهم سياسيا واقتصاديا والزج به في خانت الفساد ليعرقلوا مسيرة التنمية الوطن ليصبح الجميع في خانة واحدة ( الفساد) واجهاط مشروع الشباب الذي تبناه الرئيس الجمهورية من خلال فتح الباب أمام الأحزاب والهيئات الشبابية، ودعوته لهم للمشاركة في كافة المجالات، و أن يأخذوا مسؤولياتهم اتجاه الوطن. فدعوته خطوة إلي الأمام وفرصة للشباب ليعبر من خلالها عن قدرته واستعداده لتحمل مسؤولياته الوطنية بكل مسؤولية وأمانة لأن الشباب هو دنامكية الشعوب وهو الأدوات الفعالة والقادرة على خلق النهضة الاقتصادية والعلمية والقادر على تغيير العقليات المجتمعية لكن ما زال لكثير منه غير قادر على تخط الصعاب والتحديات التي توجد أمامه والكثير منه مازال أدات في أيدي بعض النخبة السابقة التي لا تخدم سوى الانزلاق نحو التفرقة والجهوية والعصبية الجاهلية والتي يبدو أنها تحاول أن تطبق نظرية الفيلسوف: ماركس التي تقول :

 

أن الدولة هي جهاز قمعي وأداة تغطية وتمويه تستغلها الطبقة المترفة لتبرير هيمنتها على الطبقة الفقيرة وهذا يتجلي من خلال المبادرات باسم القبلية والتي ليست لها أفكار أو برامج تنموية سوي الهيمنة على السلطة وتقرب منها على حساب المواطن العادي والزج به في سلة المهملات فهذه الأفكار للأسف يتبناها الكثير من النخبة الموريتانية منذ الاستقلال وحتى اليوم يبدوا أنهم لا يتعظوا بغيرهم ويعتقدون أن الوطن لعبة في أيدي أصحاب المال والجاه ومنطق القوة والثروة وليس في قبطة النظام والدولة المدنية التي يساوي فيه الجميع و يتسابق فيه الجميع بالعلم والمعرفة والابتكارات العلمية والأفكار والمشاريع الاقتصادية والرفاه الاجتماعي فالشباب مازال يعاني من التهميش رغم الوعود التي تبناها كل الفاعلين السياسيين ومن يحول حولهم دون تشخيص دقيق لمعالجة القضايا الأساسية والتي من أهمها البطالة والهجرة والعزوف عن العمل السياسي متجاهلين الأساسيات ربما يكون ذلك عن قصد ليكونوا متحكمين في كل ابتكارات الشباب .

 

فالشباب اليوم فيه نخبة ولله الحمد يدركون جيدا مدي خطورة هذه الأفكار والتي عاشتها بعض النخبة الموريتانية منذ الاستقلال وتجسد ت خلال المسلسل الديمقراطي في كافة مجالات الحياة اليومية للمواطن الموريتاني العادي. فسألت بعض المواطنين عن هذه المبا درات هل هي سياسية بامتياز ا وهل لديها برامج تنموية ولما ذا يحضروها ؟ فكان الجواب , لا , أتينا على أساس أن القبيلة تجتمع ولا يهمنا ماذا تريد أخبرونا أنهم يجتمعوا وأن الجميع علية الحضور فقط وأن المسألة تعني وجهاء القبيلة ومشايخها والشخصيات المثقفة.

 

ونحن نحضر معهم فقط ونذهب بعد نهاية الاجتماع لنمارس أنشطتنا اليومية ونصوت في المستقبل لما نراه نحن مناسبا للوطن هذه قناعتنا ولن نكون لعبة في( أيدي حد بعد اليوم ) ونحن استفدنا من انتخاب رئيس الجمهورية في ألفين وتسعة وانطلاق حملته بما تشتهيه أنفس المواطنين العادين ودخوله عليهم في مدنهم وقراهم وفي أكوا خهم في العاصمة و لقبه الخاص برئيس الفقراء واطلاق حملة الحرب على الفساد والمفسدين فكان ذلك من أ سبا ب رفع معنويات المواطنين العادين وإحساسهم بأنهم لا يمكن تجاهلهم وإنهم جزء أساسي في العملية السياسية وأنهم قادرون على تغيير كافة الأشياء من خلال الانتخابات فالمجتمع هو المشرع الوحيد لكل المؤسسات الديمقراطية ولا يمكن تجاهل رأيه في دولة القانون والديمقراطية ولن يسمح الشعب الموريتاني لأي كان بالتلاعب بمستقبله أو نيل من وحدته تحت أي شعار كان فالشعب يعرف جيدا أصحاب هذه الأفكار التي تحاول الزج به في الصراعات القبلية والجهوية و التي لا تخدم الوطن بل تعيده إلي الورى فالشعب الموريتاني في هذه الظرفية الحرجة والتي يستعد فيها لخوض الانتخابات الرئاسية و يأمل ٍأن تكون بإ سلوب ديمقراطي حديث وفي جوى من الأخوة والتنافس الإ يجابي حول البرامج الأنتخابية وتوحيد الصفوف في مؤ سسات ديمقراطية حديثة تخدم الوطن.

 

ففاجأتنا هذه المبادرات القبلية الخالية من المضمون و التي اعتقدنا أننا تجاوزنا مرحلة الماضي وأننا سنتقل نحو مرحلة نضج ووعي ديمقراطي جديد ليس فيه إلا قبيلة واحدة هي موريتانيا للجميع وأن الممارسات سوف تكون بالأفكار والبرامج والحوارات البناءة بين كافة الشرائح الوطنية وأن التسابق يكون بالإنجازات سواء منها ما هو على مستوي الفرد أو على مستوي الجماعة.

 

بقلم الحضرامي ولد أحمد رئيس : حزب الكرامة والعمل بتاريخ: 18/05/2014

ثلاثاء, 20/05/2014 - 10:15

          ​