عبدي ولد المختار (صور وعبر الجزء الثاني2)

وبما أنه كان رجل حكمة وخبرة في سبر أغوارالحياة ومجاهدا عظيما لم يقتصر عطاؤه على هذا فحسب بل أخذ السيف والقلم معا وكان قلمه يوجه سيفه وسيفه يحمي قلمه.

 

كانت شنقيط معروفة قبل صاحب الوسيط، لكنه زادها تعريفا وتقديما، وهو يعرفها اصطلاحا ونسبة في صدر كتابه فيقول:( الكلام على تاريخ عمارة شنقيط: كانت شنقيط عيونا تشرب منها الخيل...، وقد مضى من تاريخ عمارتها إلى وقتنا هذا وهو عام 1329 خمسمائة سنة تقريبا، ... قال العلامة سيدي عبد الله ابن الحاج إبراهيم العلوي في    رسالته" < صحيحة النقل في علوية إدوعل وبكرية محمد غل>: "وهم يعني (العلويين) كانوا زمانا قبل توطنهم آبير وشنقيط، بتبلبالت (قرية بالجزائر) ...، ثم لم يزل العلويون قبائل كثيرة، بآبير، بلغنا أن كل من أول اسمه إد (بكسر الهمزة وفتح الدال المهملة) من قبائل الزوايا خرج من آبير، وكان العلويون فيه أربعين أو اثنتين وأربعين قبيلة، ما بين صميم وحليف، وكانوا يقتلون من قتل، حتى قتل جدنا يحيى قتيلا، فقال بعضهم: نقتله، وقال بعضهم نطرده، ثم طردوه ولم يقتلوه لشرفه فيهم وعلو منزلته. فجال في البلاد، ثم أتى شنقيط وقد بنيت فيها بيوت قليلة فيها: أعمر يبنى وجد إديجر ومحمد غل، فأراد النزول معهم فقال بعضهم خلوه ينزل معكم، لكن لا يستبد بالأمر عليكم، فسكن معهم. وآبير: قريب جدا من شنقيط، ومعنى شنقيط: عيون الخيل، ثم لم تزل عمارة شنقيط تنمو، وتضمحل عمارة آبير، إلى أن لم يبق فيه داع ولا مجيب. وابتداء عمارة هذا، إلى زوال  عمارة ذاك، أربعون  سنة، وكان في شنقيط أحد عشر مسجدا، بالمسجد العتيق العامر اليوم، وله اليوم نيف وأربعمائة سنة... وكان الركب يمشي من شنجيط إلى مكة كل عام، ويتعلق بهم كل من أراد الحج من سائر الآفاق، حتى إن أهل هذه البلاد، أعني من الساقية الحمراء إلى السودان، إن رؤوا، لا يعرفون عند أهل المشرق إلا بالشناجطة إلى الآن، ..))

 

 

  تربي وترعرع عبدي ولد المختار ولد يعقوب والطالب بن الحبيب ولد محمد  ولد أبيج ويمتد نسبه  إلي زين العابدين إبن علي ) تربي في أحضان أسرة من طراز رفيع درس الكتاتيب وحفظ القرآن الكريم وحفظ الألفية والأصول العشرين و ابن عاشر والأخضري والنحو وكان يتلقي دروسا في الفقه والتشريع مع رفيق دربه وابن عمه مولاي إبراهيم بن محمد المصطفي شريف من رجال العلم ينتهي نسبه إلي الحسين ابن علي، على الولي الشهير محمد عبد الله ولد حبيب الله اليعقوبي الملقب (لمجيدري) في نواحي تيرس حيث تعرف خلالها على مولولود حيث كان هو الأخر في مهمة لطلب العلم لكن مولود كان دائما قريبا من عبدي ولد المختار وكان يكن له الحب والاحترام.

 

 

حاكت على كبدي حزنا ديارهم        نسج العجاج على جرعائها الكدرا

قد شاع فضلك في الأفاق قاطبة      وعم ضياء الشمس وانتشرا

وجدت كل شريف كان ذا شرف       وكنت بالشرفين الحائز الظفرا

إن كان جدك للإرسال خاتمة           فأنت خاتمة الأقطاب والأمرا

ما هم قط بإصغاري أخو صغر        إلا ودافع عني الله بالكبرا

لازال عبدي نجل المختار ملجؤنا     لكل حامي حميا جده وزرا

بحر النوال لمن يبغي النوال ومن    يهززه في الخطب يهزز صارما ذكرا

إن كنت أحببتنا في الله إن لنا         في حب مثلك إيانا لمفتخرا

أمرْت أمر أمير المؤمنين إذن        فأصْدع بما أمر المأمون من أمرا

هذا لوافد أمداحي مقدمة             وسوف تسمع إن عشنا وسوف ترى

لله درك من بحر علي بعد           أهدي إلي عبده من دره دررا

مدائح قرعت أسماع حاسدنا         فظل من قرعها خزيان منكسرا

 

 وبعد أن تضلع من شرعي العلوم عاد إلي شنقيطي أبيير وكان زعيم قومه يعود إليه تؤخذ مشورته في كل شيء وكان يدرس القرآن للجميع ويصون عهودهم ويحمي نفوسهم وأموالهم من قطاع الطريق وفي تلك الفترة كانت المنطقة قد دخلتها أول الطلائع للمستعمر الصيوفرنسي في شكل خبراء وباحثين من أرض القبلة وكذا من الشمال وتحديدا أجريدة كان أول زورق لهم رساء علي الشاطئ المقابل ل أجريدة وكان علي متنه ماركو مافوسكي قبل كابولاني وفي فصل الشتاء قبل دخول المستعمر ب عقدين من لزمن

 

 

بدأ الراحل عبدي ولد المختار في تلك الفترة بتشكيل حلف مع معظم القبائل الموجودة آنذاك وسارعت في مبايعته لعدة أسباب وهي الصدق و الشجاعة و الحكمة و الكرم والعلم والفصاحة والتواضع هذه الصفات التي أنفرد بها عبدي ولد المختار وميزته عن غيره دخل عبدي ولد المختار مرحلة بناء الدولة الشنقيطية بتشكيلة حلفه وبايعوه علي أنهم أبناء عمومته يحميهم ويحموه و من تلك الأسر العريقة التي تحالفت معه أهل مولاي لزين  الذين ينتهي نسبهم ب أبناء بيت لرسول الله عليه أزكي الصلاة والسلام .

 (أقاف الخادم ) وهو إسم أطلقه عليها أحد أمراء بني حسان وهو أن أحدا من قومه هم ذات مرة بإهانة (قنا) من اهل عبدي فما كان منه إلي أن أبرحه ضربا وعاد قومه إلي أميرهم وأخبروه بما حصل وهو أن أحدا من اهل عبدي ضرب رجلا منهم فأجابهم أميرهم لا قبل لنا بأهل عبدي فهم مثل أقافة الخادم, وهو تشكيلة من الخرز الذي يضعه النساء علي رؤؤسهم فإن أخذت جانبا منه أنكب عليك جانبه الأخر وتكون حينها في ورطة هذا هو المجسم الفكري و البشري (لأقافة الخادم )

 

 

انقسمت بعض القبائل في الشرق الشنقيطي والشمال في بتبلبالت وهي قرية في الجزائر

يسكنها قبائل منها (تكنه ) ومنهم أهل (أحمياده) و( أهل بلاأوبل)  

وبادروا بمبايعته علي ما سمعوه وشاهدوه منه كما ان معظمهم تعلم علي يده القرآن الكريم و كان بعضهم يرافقه في رحلاته إلي المدينة المنورة ومكة المكرمة لأداء فريضة الحج من شنقيطي (آبير) علي الإبل ويعود محملا بالكتب والهدايا من أصدقائه و أبرزهم لشيخ العشيرة في مكة أنذاك أبورافع القاسمي ,

يجب أن يكون تدريس سير عبدي ولد المختار وبكار ولد أسويد أحمد وسيد أحمد ولد احمد العيده و أمثالهم، في مناهجنا التربوية إجباريا كما يجب إطلاق أسمائهم على شوارع  العاصمة و مدارسها و معاهدها و مطاراتها بدلا من تكريم من أذلوا شعبنا و نهبوا خيرات بلدنا بإطلاق أسمائهم علي أهم شوارع في قلب العاصمة مثل ديغول و بومبيدو وتهميش ونسيان من قدموا أرواحهم دفاعا عن الوطن.

 

 

محمد الأمين ولد محمد الأمين

ثلاثاء, 20/05/2014 - 10:27

          ​