التجسس الالكتروني.. لا مكان آمنا ولا خصوصية على الانترنت

يمثل ‘التجسس الالكتروني’ ومحاولات الاختراق وسرقة البيانات هاجساً كبيراً لدى غالبية مستخدمي الانترنت سواء من يدخلون عبر أجهزة الكمبيوتر أو من خلال الهواتف النقالة، فيما يؤكد غالبية الخبراء المختصين في أمن المعلومات أن التأمين الكامل للبيانات غير ممكن، وأن مخاطر الاختراق وانتهاك الخصوصية تزداد بالتزامن مع عدم قدرتنا على الاستغناء عن ثورة التكنولوجيا التي يشهدها الكون.

 

 

وسجلت السنوات الأخيرة عدداً من الاختراقات المهمة التي شكلت منعطفات بالغة الأهمية في مجال الأمن المعلوماتي، من بينها وثائق ‘ويكيليكس′ التي تم تسريبها من داخل الادارة الأمريكية حيث توجد واحدة من أكثر الشبكات الالكترونية أماناً في العالم، اضافة الى تسريبات سنودين، التي كشفت عن عمليات تجسس واسعة تقوم بها أجهزة حكومية وتطال ملايين المكالمات الهاتفية والرسائل الالكترونية دون أية مراعاة لخصوصية البشر، وأخيراً بيانات الآلاف من عملاء بنك ‘باركليز′ البريطاني التي وجدت معروضة للبيع بثمن بخس مؤخراً بعد أن تمكن قراصنة انترنت من اصطيادها.

 

وقال الخبير في أمن المعلومات وحماية الشبكات هارون مير لــ’القدس العربي’ إنه ‘لا خصوصية ولا مكان آمنا على الانترنت’، مشيراً الى أن ‘الحالة الوحيدة التي يكون فيها جهاز كمبيوترك آمناً هي أن يكون غير متصل بالانترنت نهائياً، وهو الأمر الذي أصبح صعب التطبيق في الوقت الراهن’. ويقول مير الذي يدير شركة (thinkst) في جنوب أفريقيا إن الخبراء يحاولون فقط تقليص فرص التجسس وعمليات الاختراق وسرقة البيانات وذلك من خلال تطبيقات وبرمجيات يتم تحميلها على الأجهزة اضافة الى تعليمات وسلوكيات يتم تدريب المستخدمين عليها من أجل حماية البيانات وتفويت الفرصة على القراصنة الذين يحاولون تنفيذ عمليات الاختراق. ورداً على سؤال لــ’القدس العربي’ حول أي أنواع البريد الالكتروني أفضل وأكثر أمناً اكتفى مير بالاجابة: ‘كل ما عليك هو أن تختار الجهة التي تسمح لها بالتجسس على بريدك.. أما أن تكون محمياً بالكامل فهذا أمر غير وارد’. ويؤكد مير أن البريد الالكتروني الموجود على ‘سيرفرات’ خاصة ليس أكثر أمناً وخصوصية من البريد المتوفر على المواقع المجانية مثل ‘جوجل’ و’ياهو’، مشيراً الى أن الثغرات التي يمكن من خلالها النفاد الى رسائل البريد الالكتروني موجودة لكن بطبيعة الحال ليس بمقدور أي شخص الاستفادة منها. لكن مير يقول بأن القنوات التي يتم من خلالها تبادل الرسائل وتداول المعلومات والبيانات عادة ما تكون مشفرة، وهو ما يجعل اختراقها أمراً صعباً وليس سهلاً، ويدفع الى الاعتقاد بأن الاختراق يحتاج الى امكانات كبيرة.

 

وصفات للحماية

ويورد خبراء الانترنت وأمن المعلومات الكثير من الاجراءات التي يمكن أن تشكل حماية جيدة من عمليات القرصنة الالكترونية والاختراق، حيث يشير موقع (spywareguide) المتخصص بأمن المعلومات ومكافحة التجسس الى أن ‘بيئة العمل’ تمثل واحدة من أهم وأبرز وسائل الحماية من القرصنة.

ويشير الموقع الى أن الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها موظف يعمل في مكان ما ولديه صلاحية الدخول على الشبكة هي أكبر المخاطر التي تواجه أمن المعلومات. لكن ثمة العديد من العوامل الأخرى التي يمكن من خلالها تجنب التجسس – بحسب الموقع- ومن بينها استخدام برامج مكافحة التجسس، اضافة الى برامج مكافحة الفيروسات، وكذلك الانتباه جيداً عند القيام بعمليات تحميل من الانترنت على جهاز الكمبيوتر والتأكد من أن مصدر التحميل موثوق وأن ما يتم تحميله هو ما يريده المستخدم فعلاً.

ويتابع الموقع المتخصص في تقرير مطول عن التجسس الالكتروني: ‘كن حذراً بشأن ما تقوم بتحميله على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، ولا تقم بتشغيل أية مرفقات يتم ارسالها لك بالبريد الالكتروني الا بعد أن تتأكد منها، وانتبه دوماً الى ما يُسمى (EULA) أو اتفاقية الترخيص للاستخدام، وهي التي تكون عادة موجودة في البرامج التي يتم بيعها بشكل قانوني.

كما ينصح التقرير أيضاً بالتأكد من الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر وعدم السماح لأي شخص باستخدام جهاز الكمبيوتر الخاص بك ما لم تكن واثقاً به، خوفاً من أن يقوم بتنصيب أية برمجيات تمكن من اختراق الجهاز أو سرقة البيانات الموجودة فيه.

ثلاثاء, 09/09/2014 - 10:48

          ​