آن لجدل الفقهاء والفنانين أن يتوقف / محمد جميل منصور

كنت قد كتبت تدوينة مختصرة في موضوع الفنانين اعتبرت فيها أنهم في العموم كغيرهم فيهم الجاد وفيهم العابث وأن المتلقي يقوم فنهم على ضوء الذائقة الفنية التي يتمتع بها بين من رزقه الله حاسة حب الجمال وبين من حرم ذلك ، ثم أشرت إلى أن الفقه في هذا الباب مدارس واتجاهات بين مضيق وموسع ، بين مستمع وسامع وناكر مستحضرا أن مسائل الخلاف التي يتحصن فيها كل طرف بأدلته ويأخذ كل عنوانه بين مشهور وراجح ، لا يناسب فيها الإنكار فأحرى الاتهام فالتفسيق وربما ......

ولكن تطورات الموضوع فرضت علي العودة إليه متجاهلا أنني مظنة للميل و" مفطنلي " وتسجيل الملاحظات التالية :
1 - لم يكن من المناسب أن تحدث كل هذه الضجة بسبب تسجيل مجهول صاحبه فكلما سألت أحدا عن هذا المثير لم أجد جوابا فششكت أن في الأمر قصدا غير نبيل وإثارة غير محمودة العواقب، ومع ذلك ثمة إيجابية فقد أظهر البعض في هذا النقاش مستوى من التعدي ودرجة من الغرابة استحقت الرد والتعليق والتصويب.
2 - ليس من المناسب ربط الفن بالفسق وعدم الالتزام هكذا بدون حذر ولا توضيح ، فالفسق بمعانيه المختلفة الخاصة والعامة اللازمة والمتعدية موجود في فضاءات أخرى لا علاقة لها بالفن وأهله ، وفي الوسط الفني ثمة من عرف بالتدين والاستقامة فيكون التلازم في غير محله وفيه بعض التجني مع أنه لأهل هذه الصنعة نصيبهم من العبث وعدم الالتزام.
3 - التشبث بمقولات فقهية تنتسب لوقتها وهي بسياقها مرتبطة ، ضعيفة التأصيل او هو في شأنها ملتبس ليس واردا ولا مناسبا خصوصا إذا حملت تزكية للنفس لا تناسب الصالحين وإدانة لمن لم يشتهر عنه سلوك الطالحين.
4 - لا يناسب أن نتجاوز في حق علماء اشتهر عنهم العلم وعرفوا بالدعوة وخدمتها حتى ولو تبنوا ما لانراه مناسبا أو راجحا أو منصفا فحقهم الاحترام والتقدير والنصح والمدافعة العلمية المسؤولة ، فلا تستسهلوا عرض العلماء وسمعة الدعاة.
5 - لقد آن لهذا الجدل أن يتوقف ، فشرارته محل استفهام والتجاوزات التي صاحبته في حق الفنانين والفقهاء محل استنكار ، والبلد يحتاج كل أبنائه ومكوناته وقيل فيه الكثير مما يعتبر " مزحل
أربعاء, 23/10/2019 - 08:25

          ​