نصيحة من وحي اليقظة/ محمد ولد الخرشي

إلى أخي الواعي في هذه الساعة أخي إن السفر في موكب الإصلاح يعني إعداد العدة لذلك فابدأ بالتأكد من صلاحية المركبة و سلامة محركها من أية أعطاب، ومن توزيع الريح على العجلات بعدالة، وإذا جلست أمام المقود وقبل أن تدير المفتاح استعن بالله وقل:«سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون».

 ثم توجه إلى المحطة المعتمدة فعبئ المركبة بالوقود الأصلي الخالي من الشوائب، و تزود من المحل المقابل بزاد لا غلول فيه : « و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة»، و اقرأ تعليمات القيادة و قوانين المرور بعناية و استفد من وضوح الرؤية و تحسن المناخ في الإنطلاق المبكر  حتى لا تتأخر عن القافلة وكن حذرا من ألسنة التراب على الطريق فقد تحدثك بحدث لا تحمد عقباه، واسلك سبيل المصلحين و لا تعدو عيناك عنهم و لا تقترب من السائرين في الاتجاه المعاكس لئلا تقع بعض الإحتكاكات، و استعمل المنبه للتنبيه على قطاع الطريق و إذا التفت إلى الخلف  فبقدر ما تأخذ من علم و حكمة و تجربة السلف الصالح ما يعينك على التركيز و التثبت و تحمل عناء السفر، و إذا وصلت إلى الجهة المقصودة فلا تضيع وقتا ، فالوقت إحدى مكونات رأس مالك الأساسية ، و اقصد الأرض مباشرة و اختر العمالة الوطنية وكونها على احدث الأساليب الزراعية فاستصلاح العقول قبل استصلاح الحقول ولا تزرع  إلا بعد التأكد من جودة البذور و صلاحية الأسمدة و استعملها في الوقت المناسب و تعاهد المشروع بالمتابعة الدقيقة  وفق مخرجات دراسة الجدوى و عند ما يحين الحصاد وقطف الثمار ستنبئك بنبء عظيم ستحصد نتائجه متعدية «وهو الذي انشأ جنات معروشات وغير معروشات و النخل و الزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر و آتوا حقه يوم حصاده و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» و عندئذ تكن قد رميت عصفورين بحجر واحد عصفور البطالة و عصفور الإقتيات من خارج الحدود«فإذا فرغت فانصب و إلى ربك فاغب»،  فهذه الأرض المعطاء قد حباها الله بنهر جار وتربة صالحة و شعب يحب الحياة الكريمة وهي أسس محفزة للإنطلاق في موكب اليقظة الإنتاجية. فإذا كانت السماء لا تمطر ذهبا فإن أرضك تضمر في مكنوناتها ذهبا وينبت ثراها:«حبا و عنبا وقضبا و زيتونا و نخلا وحدائق غلبا و فاكهة و أبا متاعا لكم و لأنعامكم»

  وعندها ستكتشف أن لك مقدرات هائلة  ومهارات كانت معطلة ما كنت لتكتشفها لولا وجودك في الحقل مع بني جلدتك تغرس و تحصد نتائج أفكارك  وثقافتك التي تحصلت عليها من خلال مسار تعليمي طويل :«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون».

 

محمد  ولد الخرش

اثنين, 21/09/2020 - 13:05

          ​