هل نحن أمام خطة سياسية ضد النظام تبدأ من الخارج؟

بعد أن فتح نظام ولد الشيخ الغزواني الباب واسعا أمام المعارضة بكل أطيافها، وأعطى الفرصة للمعارضين في الخارج للعودة لأرض الوطن، وتم استدعاؤهم في القصر والانصات إليهم من قريب، ظهرت جماعة تمتهن النقد اللاذع والتجريح الصريح في حق رئيس الجمهورية وحرمه وتنتقد كل رموز الوطن وكبار رجال الدولة من أمنيين وعسكريين، دون هدف وجيه.

والغريب في الأمر أنه لا رؤية سياسية ولا قالب مرجعي يركن إليه هؤلاء المغتربون، فلاهم بالمعارضين الصريحين، فيفتح لهم باب الحوار والمناظرة لمعرفة أهدافهم ولا هم بأهل إصلاح ورأي يؤخذ من سمينهم ويترك غثهم، فكل ما يقدمون هجوما متهافتا تنقصه الرؤية السياسية، والمبادئ الأخلاقية وروح الوطنية.

حيث يجمع المراقبون والمتابعون للشأن السياسي على أنه لابد من أسباب موضوعية لكل هذا النقد والهجوم اللاذع ضد النظام، ولا بد لمن ينتهج هذا النهج أن تكون له أهداف يطمح لها ويملك رؤية سياسية تبلغه مقصده، بينما يترنح هؤلاء المغتربون بين حديث الساعة ورمي رئيس الجمهورية والشخصيات الكبرى في الدولة بكل سوء دون دليل.

ومن المؤكد أن  أجنحة من النظام السابق، ومن بقي منهم في النظام الحالي هي من يقف خلف هذه الجماعة، وتزودها بالمعلومات الحساسة عن النظاما لحالي، لتجعل منها مادة لبثها المباشر الذي يستهدف بعض الأوساط البعيدة من السياسة، وتنتهز مواقع التواصل الاجتماعية لتمرير ما تملأ به فراغها في الغربة، كما يرجح أن هذه الجماعة هي بداية خطة سياسية ضد النظام الحالي، يبدأ الاستعداد لها من خارج الوطن.

وخلاصة القول أنه لا توجد مشكلة لدى النظام في دخول من شاء إلى الوطن ولمن شاء أن ينتقد النظام، لكن أمر هؤلاء بدأ يكبر، بعد أن نجحوا في التأثير على الرأي العام من خلال معجمهم البذيء وخرجاتهم العقيمة، التي تبدو في ظاهرها إنصافا للمواطن، بينما تشير في عمقها لشيء لم يتضح بعد.

أربعاء, 27/01/2021 - 13:41

          ​