عن تطبيع الحياة السياسية... / محمد ولد سيدي عبد الله

لئلا ألعب بالألفاظ، فأجانف الدقة وأصف نفسي بالسياسي، كما يحلو لبعض المنشغلين بالسياسة الداخلية -أمثالي- أن يصفوا أنفسهم، فسأميل إلى توخي الموضوعية، وأنعت نفسي بالمهتم بهذا الفن "السياسة" منذ عقدين.
قادني ذلك الاهتمام إلى مساع وجولات وأشياء يضيق المقام على ذكرها...
 أستطيع أن أجزم على أن البلاد منذ ذلك العهد، الذي بدأت أميل فيه إلى السياسة، وتجذبني ميادينها، لم تعرف حالة التطبيع التي تشهدها الحياة السياسية اليوم؛ قادةُ الفكر المعارض ودعاة المثالية في  تصريف الفعل التشاركي مع كل الضمائر، يُجمعون على أن الحال السياسي بخير، وأن كل الأدوات التي تغيّر أواخر الكلم، وتجعل الحروف تنوب عن بعض الحركات مستخدمةٌ بعناية، ووفق منهج يجعل النص السياسي يبدو منَقَّطا ومشكلا، بما يسمح لكل هواة المطالعة بقراءته بوضوح واسترسال...
أصوات النواب اليوم في البرلمان قرأت هذا النص السياسي، الذي أشرف رئيس الجمهورية على كتابته وطباعته، ليخرج سلسا تهواه الألسن وتستعذبه العقول.
لا أحد يشكك في هذا  الإنجاز، ولا أحد قدّر قبل سنة وشهور، أننا سنصل إلى هذا المستوى من التفاصح في هذا الظرف القياسي.
الاختلاف -اليوم- حول مسألتين؛ أهمية تطبيع  الحياة السياسية، من  عدم ذلك؛ ووحدهم العارفون بعلاقة السياسة بالاقتصاد والتنمية، وأهل السياسة، يدركون قيمة النص وصعوبة تحريره في ظل حالة التباين التي ألهبت رواية الانسجام في هذه الأرض، وكادت أن تعصف بكل ما يمكن أن يؤسس عليه وفاق جادٌ يخدم ولا يهدم...!

سبت, 30/01/2021 - 11:53

          ​