الجريمة من قبل و من بعد! / القصطلاني سيدي محمد ابراهيم

و أنا أتألم لخبر الجريمة التي راح ضحيتها الأستاذ الفقيه الأديب أحمد سالم الما رحمه الله و ادخله فسيح جناته؛ و أتصفح الأخبار بين الفينة و الأخرى ؛ لعلي أسمع خبرا سارا بإلغاء القبض على المجرمين؛ و جدت أمامي في طليعة الأخبار؛ خبر إحباط عمليتين لتهريب المخدرات حوالي 200كلغ و مايزيد على 2000 من حبوب الهلوسة.

نعم ...من هنا تبدأ عملية محاربة الجريمة ؛ فوصول تلك الكمية لأيادي الشباب و المراهقين يعني ضياع آلاف الشباب و وقوع مئات العمليات الإجرامية.

و لا أدل على ذلك من أن اول خيوط تم التوصل إليها في جريمة أول الأمس؛ هم ثلاثة نفذوا الجريمة تحت تأثير المخدر. 

و هي عبارة لا يكاد يسلم منها تشخيص أي جريمة قتل.

إن تضييق الخناق على مهربي المخدرات هو أنجع وسيلة لمحاربة الجريمة قبل حدوثها؛ فالوقاية خير من العلاج.

فقبل الجريمة هنالك تهريب للمخدرات ؛ 

قبل الجريمة هنالك إنحلال للأخلاق ؛ و إنحراف عن تعاليم الدين 

قبل الجريمة هنالك مجاهرة بالمعصية .

قبل الجريمة هنالك نقص للدور التربوي للأسرة و المجتمع و المؤسسات التعليمة في إيصال رسالتهم التربوية كما قال صلى الله عليه وسلم " كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته"

قبل الجريمة هناك فتور في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر 

و في الحديث:

عن حذيفة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي ﷺ قال: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن اللَّه أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ

فكل تلك الأشياء و غيرها تأتي قبل وقوع الجريمة لتكون اسبابا مباشرة و غير مباشرة لها.

أما بعد الجريمة.

فنحتاج إلى عدالة صارمة تحفظ كرامة الإنسان و تنصفه ممن ظلمه.

فمن غير المعقول و المقبول أن يقتل القتيل و يبقى القاتل يتنفس الحياة بروح إجرامية مقيتة.

دون عفو اولياء المجني عليه.

 و أي عفو عن محاربين يقتلون و يروعون المواطنين و ينشرون الفزع و الخوف في قلوب الأبرياء الآمنين.

إن القصاص هو الأمن و الحياة ؛ و لذلك قال الله تعالى

{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

فبه ينصف المظلوم و يؤمن المجتمع و يعم السلم و السلام

و لن نحد من الجريمة و تبعاتها إلا بمحاربتها قبل وقوعها و بعد وقوعها بتطبيق شرع الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، دون خوف و لا طمع.

اثنين, 07/06/2021 - 11:23

          ​