باحثون يناقشون التنوع والمواطنة بموريتانيا

نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية(مبدأ) البارحة بفندق موري سانتر بالعاصمة نواكشوط ندوة فكرية تحت عنوان"موريتانيا بين واقع التنوع الثقافي ومطلب المواطنة" حضرها عدد من الباحثين والسياسيين والحقوقيين.

وبدأت الندوة بكلمة لرئيس المركز محمد ولد سيد أحمد فال (بوياتي) اعتبر فيها أن الثقافة تتخذ أشكالا متنوعة عبر الزمان والمكان، وهذا التنوع يتجلى في أصالة الهويات المميزة للمجموعات والمجتمعات التي تتألف منها ألإنسانية وكذا في تعددها وتفاعلها "ويتزايد تنوع هذه المجتمعات يوما بعد يوم، مما يستدعي التفاعل المنسجم والرغبة في العيش المشترك بين الافراد والمجموعات ذات الهويات الثقافية المتعددة والمتنوعة".

وأضاف"هكذا فإن التنوع الثقافي له قيمة ايجابية عالية لأنه يدل على غنى العطاء الفكري للعقول البشرية على اختلاف ظروفها وبيئاتها عكس العولمة التي تسعى الى فرض نموذج ثقافي واحد مهيمن يلغي النماذج الثقافية الأخرى المتنوعة ويهدد باندثار مقوماتها الحضارية".

وحسب ولد سيد أحمد فال فيعد البعض الثقافة ملحقاً للسياسة ولا سيما من السياسيين , ويسعون إلى توظيفها واستغلالها حين يريدون، حيث يعلو خطاب الوحدة والرأي الواحد  على خطاب التعددية والتنوع والخصوصية ألثقافية فالثقافة بطبيعتها متعددة وهي مثل الطبيعة مختلفة أيضاً، من حيث مصادرها وأصولها ومشاربها وتفاعلاتها وهوياتها، ولا يوجد مجتمع مهما كان متجانساً وموحداً من دون التنوّع والتعددية والاختلاف,فتلك إضافة إلى كونها من طبيعة الأشياء فهي حقوق طبيعية لا يمكن التنازل عنها تحت أي مبررات أو مسوغات فما بالك بالتنوّع ألثقافي  والقومي والسلالي واللغوي والاجتماعي وغيرها.

وتساءل ولد سيد أحمد فال في ختام كلمته هل الثقافة الموريتانية موحّدة أم واحدة أم هناك تنوّع وانفتاح ناجم من حقائق حياة المجتمعات  ومحصلة لتنوّع المشارب والمصادر ؟

هل التنوّع الثقافي قيمة مضافة لإثراء وتطوير الثقافة  أم مصدر أزمات يؤثر في تماسك الدول والمجتمعات؟

إلى أي حد تنضبط المفاهيم السياسية لدى المثقفين الموريتانيين بجذور الثقافة المحلية واعتبارات الواقع المحلي؟

وما هي حدود إدراك المثقف  الموريتانى لدوائر انتمائه؟

ما الصورة المتبادلة أو المدركة بين المجموعات العرقية؟

هل ينحل المجتمع الموريتاني إلى هوية واحدة أم هويات متعددة؟

ما هي أهم معالم وسمات واتجاهات  تلك التحولات الهوياتية؟

وقد حاضر في الندوة كل من ددود ولد عبد الله، وسيد الأمين بن ناصر، والبكاي ولد عبد المالك،  والأستاذ عبد الله مامادو با والأستاذ الحسن ولد أعمر بلول، فيما أدار الجلسة الأستاذ سعيد ولد هميد.

والمركز الموريتاني  للبحوث والدراسات الإنسانية هو مؤسسة فكرية ثقافية غير حكومية تهتم بالبحث والدراسات الإنسانية تهدف إلى المساهمة في تطوير البحث العلمي وتقديم الخبرة وإنجاز الدراسات في المجالات الاجتماعية والثقافية وفي مختلف المجالات ذات الصلة.وحسب القائمين على المركز فإنه يسعى إلي تعزيز قيم الديمقراطية والحكامة من خلال الاستثمار المعرفي والعمل الميداني للمساهمة في التحول الديمقراطي بالمجتمع كما يهتم بدراسة الموضوعات السياسية والإستراتيجية بصورة متكاملة, مع التركيز على قضايا التطور في النظام الدولي, وأنماط التفاعل بين الدول العربية و بين النظام العالمي الذي تعيش في ظله, أو بينها وبين الإطار الإقليمي المحيط بها, أو بين بعضها البعض.ويخصص المركز حيزا كبيرا من نشاطه العلمي لدراسة المجتمع الموريتاني من مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية و الثقافية والاجتماعية وتعميق الإهتمام بتاريخ المنطقة وحضارتها وفكرها و ادبها وثقافتها كتابتا وتوثيقا ونشرا

ثلاثاء, 04/11/2014 - 08:35

          ​