(الغدية حقبة جديدة من الإستعمار) / محمد الأمين ولد محمد الأمين

تعيش الأرياف الشمالية و الشرقية من ولاية تكانت ولعصابة أزمة عميقة تتطلب   خروجا عن النص وعن المألوف وخروجا عن القانون.

خلال زياراتي لهذه المنطقة التقيت خلالها شباب الريف وحاورتهم حول الدورالممكن لهم أن يلعبوه من أجل الرقي بمجتمعاتهم فكانت إجاباتهم واضحة وصريحة هي أنهم مازالوا يعيشون حياة الإستعمار وتفرض عليهم قوانين الغابة

 

 

وأنهم يفقدون كل ثقة في السلطات المحلية ويمارس عليهم التجهيل الإجباري والترهيب والترغيب الإجباري من طرف البلدية والجماعة التقليدية المعارضة لدرجة أنه أصبح المواطن في هذه البقعة من الأرض يفقد حقوقه وواجباته في دولة القانون و أهمية دور الشباب في المحافظة على المكتسبات الديمقراطية للمجتمع و كانت لي و وقفات في غالبية المناطق الشمالية والشرقية من ولاية تكانت و بالذات في مركزي الرشيد و أبو بكر بن عامر الإدارين .و تجاوب السكان المحليون بشكل جيد مع مواضيع الجلسات وعبروا عن شكرهم وامتنانهم لصحافة التي كما يقولون أعادت لهم ثقتهم في الإنتماء لهذا البلد حيث لم يسبق و أن زارتهم أي صحافة ولا أي هيئة مدنية  -و خلال النقاشات مع المواطنين في هذين المركزين تبين لنا كثير من التجاوزات في حق سكان هذه المناطق )بعضها صادر من الإدارة المحلية و البعض الآخروهوالغالب من النافذين المحليين في الغدية  الذين تجاوزوا لحدود في كل شيء والخطوط الحمراء في كل الاتجاهات وفي أحلك الظروف و أصعبها حاولت مجموعة  من أبناء المنطقة أن يقدموا لهم يد العون من خلال إشراكهم في دكاكيين أمل لكنهم لم يفلحوا لئن أحدا التجار منعهم بحجة أنه يبيعهم القمح بسعر جنوني ولا يريد أن يخسر زبنائه المغلوب علي أمرهم والمجبرين علي القرض منه بعشرات أضعاف  سعر دكاكين أمل هذا    رجل يتمظهر دائما  با الإستقامة الذي أصبح بفضل تنفذه وعلاقاته لربوية والمشبوهة  تاجرا حليما يكيل بالصاع ويربح ب لدولار وحاكم وعمدة وقائد فرقة الدرك المحلية فهو يفرض علي هؤلاء البدو التجمهر لمهرجانات المعارضة والاصطفاف في صفوف المعارضة لأداء عملية الاقتراع كما يتدخل هذا التاجر في محاضر الدرك ويتولي تحريرها  بنفسه قبل عرضها علي النيابة .

 

 

هذا هو الجزء الأول من معانات المواطنيين في هذه المنطقة أما الجزء الثاني فهو الموالات الغير موالية لنظام وهي ما يعرف محليا ب (جماعة الكوة ) دخلت هذه علي الخط بحسابات منطقية وبسيطة جدا هي أنهم يحملون شعارات عزيز ويخدمون المعارضة بطريقتها هي تماما مثل ما حصل في الإنتخابات الماضية والتي كانت ستكون الحاسم في تاريخ المنطقة وبداية عهد جديد خطط له أبناء البلدة المعروفين محليا ب (القافلة) وبفكر معاصر منبثق من رحم معانات هذا الشعب ولكن هذه العصابات المستهتر بكل مباح والمتملق حالت دون ذالك بتواطؤ من إدارة الحزب الحاكم وبهذه الطريقة يكونوا قد ضحكوا علي النظام وكسبوا ود المعارضة  لما يربطهم بها من علاقة اجتماعية.

 

 

1-انقطاع جسر التواصل ما بين هؤلاء البدو و مؤسسات الدولة

2-إحتكارالمياه(الآبارالإرتوازية في أشاريم,الشقيق والغدية و فرع التمات,وفرع لحنش, الجديدة بلدية الغدية) من طرف قلة متنفذة من ما يسمى بالوجهاء و الساسة المحليين ما ارغم المواطنين على شرب المياه راكدة منذ بداية الخريف و أقرب ما تكون إلى النشأ من هي الى الماء و هذا يعرض الناس هنا الى الأوبئة كالكوليرا و التسممات البدنية  و سبق و أن سببت هذه المياه في نفس الفترة من العام الماضي إسهالات  مثيرة (شبهت آنذاك بالكوليرا( لغالبية هؤلاء السكان

3-حرمان المئات من أطفال البدو من التعليم) مركز ابوبكر بن عامر-الدندان 2) عقابا لأوليائهم المعارضين سياسيا للمتنفذين المتسلطين

4-التلاعب بحصص البدو من خطة أمل 2012 و خاصة برنامج الأعلاف

5-استحواذ تاجر محلي على مخزون بنك الحبوب الخاص بالبدو (بلدية الغدية( بحجة أن غالبية منتسبي هذا البنك هم من زبنائه السابقين و على ما يبدو فإنه يأبى أن يغفر لهم التخلي عن قمحه الغالي و السعي في الإستفادة من البنك المذكور الذي يبيع القمح بسعر أقل بالنصف من سعر التاجر و بعد تدخل السلطات المعنية تم إغلاق البنك الى أجل غير مسمى و هذا تماما ما أمله التاجر ليسترجع زبنائه

6-غياب التوعية الصحية حيث أن غالبية من تقابلنا معهم نفو علمهم بحملات تحسيسية صحية أوعلى الأقل استفادتهم منها و خاصة تلقيح الرضع و المرضعات.

 

وإذا كانت الحرية فضاء ذهني لنزع فتيل أي توتر و الديمقراطية ممارسة ميدانية للعدل و المساواة؛ فأين الأولى في هستيريانا السياسية و أين الثانية في عراك "النخب" على الموائد؟

علينا أن نفهم اليوم أن تكانت تلفظ أنفاسها الأخيرة مع الأسف، في نتيجة حتمية، تأخرت كثيرا عن موعدها .. أن شعبها شعب مستهتر لا يستحق دولة ، محكوم عليه أن يعيش ـ كما يريد بالضبط ـ على هامش الحياة أو يموت كما يراد له، في حفرة شقاء لا يستحق أكثر منها..

 

 

لا يخفى على أحد أننا نتكلم عن عقدتنا، حين نتحدث بكل نشوة الانتصار في أبواق أماسينا المخجلة عن أمجاد شنقيط و فتوحات المرابطين و أسطورة محاظر "ظهور العيس": كل هؤلاء كانوا أقل منا وسائلا و أصعب ظروفا ؛ فكيف يكون اليوم محصول طفل دون الثامنة عشر في محظرة بقرية نائية أضعاف محصول خريج بأكبر شهادة من جامعتنا المخجلة؟ .. كيف استطاع المجاهد يوسف بن تاشفين بكتيبة بلا بوصلة فتح مراكش و الأندلس و تاه جنودنا في انبيكت لحواش رغم قيادة الجنرال للمعارك بنفسه من غرفة عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة؟ : المعارك، الجنرال، غرفة العمليات، القيادة العامة للقوات المسلحة؛ من يسمع مفردات هذا القاموس الرجولي يدرك حتما أنكم أبناء يوسف بن تاشفين فلا تتركوه يشاهد تفاصيل ترجلكم في انبيكت لحواش و تساقط جنودكم في كمائن عصابة بلا أركان حرب و لا جنرالات و لا غرف عمليات و لا قيادة عامة!؟

هو ذاك بالضبط :

تاريخنا أكبر من واقع المنطقة كلها .. أكاذيبنا أكبر من كل الحقائق على وجه الأرض .. و مآسينا مفخرة تندحر كل الأساطير أمام ألوان نيران مفرقعاتها..

اثنين, 26/05/2014 - 20:55

          ​