الوساطة الموريتانية في شمال مالي: باماكو ناكرة للجميل ؟

 بينما يواصل قادة المجتمع الدولي و رؤساء الدول القوية في العالم إرسال تهانيهم إلى الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز، بعد وساطته الناجحة في الصراع المالي، التي توجت بوقف فوري لإطلاق النار بين الإخوة المتناحرين، ظهرت من حيث لا ينتظر لهجة تطبعها السخرية من قلب دولة مالي، التي لم تصل بعد الي بر الامان بسبب النار اللهيبة  للراغبين في الانفصال.بعد أقل من أسبوع من هذا النصر غير المسبوق الذي حققه الرئيس  الموريتاني، الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي ،

 

اثر سفره الاول من نوعه لزعيم  للمنظمة الأفريقية منذ إنشائها منذ  5 عقود، الي ساحة الاقتتال الطاحن بين الإخوة الماليين، لانتزاع وقف لإطلاق النار في هذه الدولة المجاورة، التي هاجرتها فرنسا  ثم جيرانها في شبه المنطقة كالسنغال والمغرب والجزائر و النيجر، فضلا عن الدول الأفريقية الأخرى، لكي تسعي بنفسها لتسيير و حل أزمات الخاصة به، ابدت مالي او علي الاصح  سلطتها الرابعة وجهها  المستفز، بضربها عبرالحائط للوساطة الموريتانية التي ما فتئت منذ الوهلة الاولي بحصد الاعتراف الدولي و الاقيليمي بالجميل للرئيس الموريتاني و لشعبه الذي فتح ذراعيه و قلبه و منزله و ضيافته الكريمة  للاجئين الماليين.في مقال نشرته يوم الأربعاء الماضي الموافق  27 مايو، كتبت الصحيفة المالية   "لينديكاتيردي رنوفو"  (المؤشر التجديد) تحت  عنوان "وساطة ولد عبد العزيز :  

 

 

رغم ارتياح ابراهيم كيتا، لا تزال هناك تساؤلات".في تطرقها المزعوم لهذه  القضايا، تقول  الصحيفة في  ورقة تحليليه باسلوب تطبعه السخرية  في سأن الرئيس الذي أنقذ مالي من ويلات الفوضى، كما شهد له بها الداني و القاصي و من زعماء دوليين عرفوا بصدق المشاعر عندما تسارعوا في تهنئة الرئيس الموريتاني : " إن تدخل رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية  في ملف شمال المالي  يثير غضب المراقبين المتطلعين علي ضوء الموقف الذي اعتمده  طيلة الأزمة التي شهدتها المنطقة الشمالية لبلادنا".  

وتضيف الصحيفة : "في الواقع، الرجل الذي يقف اليوم كمنقذ لمالي،  لم يبدي أي مجاملة إبان الاحتلال العسكري.فالمتتبع لتدخلاته،  يتذكرجليا  الاتهامات الكاذبة  العبارات القاسية التي قالها في حق وطننا.  علي الاقل لم يبدي  الرئيس الموريتاني  ادني  احترام للسلطات العليا المالية " .

 

 

و تتابع الصحيفة في سردها الزائف لما يحلو لها لقلب الحقيقة الساطعة لكن دون جدوى.الصحيفة المشئومة لا تتوقف عند هذه المهزلة الاعلامية  التي قد تسبب لغالبية الماليين صدمة لعكسها أبلغ معاني السخرية و عدم الاعتراف بالجميل، واعدة العودة الي الموضوع و اثرائه بمزيد من التفصيل في الأيام القليلة المقبلة.ويبقي السؤال المطروح هنا هو معرفة ما اذا كانت صحيفة  "لينديكاتيردي رنوفو"  قادرة في تقديم تحليل لنفس الموضو ع الذي تطرقت له باسهاب و حيوية، لكن هذه المرة باخذها في عين الاعتبار رفض  الرئيس الموريتاني المطلق للقيام باي وساطة و بالاكتفاء باشرافة اشغال  الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي التنمية.

حينها هل من سبيل لتوقيف الاقتتال الذي جعل الجيوش المالية تفر بعد ان دبرت الهجوم امام محارببين طوارق مصممين مواصلتهم احتلال المدن المالية واحدة تلو الاخري حتي باماكو مرورا بتمبكتو. 

 

محمد ولد محمد الامين

أربعاء, 28/05/2014 - 10:36

          ​