التصويت على إيقاعات راقصة بانتخابات الرئاسة المصرية

لم يكن ذلك عنوانا لخبر يحتمل الصواب أو الخطأ، لكنه مضمون فيديو لا يحتمل الشك، انتشر بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس، ليؤكد أن ظاهرة "التصويت على الإيقاعات الراقصة"، والتي ميزت المشهد بانتخابات الرئاسة الحالية بمصر، لم تقتصر على فئة بعينها. 

 

 

وتناقلت وسائل إعلام مقاطع فيديو تظهر فيها سيدات، وقد دخلن في وصلة رقص على أنغام أغنية " بشرة خير " للمطرب حسين الجسمي، للتعبير عن الفرحة بعد تصويتهن في الانتخابات الرئاسية التي تجرى على مدار أمس واليوم.

السيدة المنتقبة

وشكلت السيدة المنتقبة جزء لافتا من هذه الظاهرة التي تكررت مشاهدها في أكثر من مركز اقتراع، لتثير حالة من الجدل بين من يجيزها ويعتبرها تعبيرا عن الفرحة، وبين من يرفضها ويراها متناقضة مع الطبيعة المحافظة للشعب المصري.

خالد البحيري، مؤيد لخارطة الطريق التي أعلنت في 3 يوليو الماضي، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، لا يرى "عيبا" في هذه المشاهد، طالما كانت في إطار غير مبتذل.

وقال البحيري: " أقول للرافضين .. يعني أنت انتقدت والدتك عندما رقصت في حفل زفافك فرحا بهذه المناسبة".

سبب آخر ذكره وائل عبد الحميد لتبرير هذه المشاهد، وهي ما وصفها بـ "حالة الكآبة " التي لازمت المصريين خلال السنوات الماضية.

وقال عبد الحميد الذي اعترف بمشاركته في وصلة رقص عقب إدلائه بصوته في انتخابات الرئاسة: " طوال السنوات الثلاث الماضية لم نشهد إلا تفجيرات ومظاهرات واحتجاجات .. أصابتنا حالة من الكبت .. فوجدنا هذه المناسبة فرصة لتفريغ هذا الكبت".

المشهد الانتخابي

وتجسدت حالة الانقسام السياسي التي تعاني منها مصر منذ عزل مرسي، في تعاطي المصريين مع هذا المشهد الانتخابي الراقص، فبينما دافع عنه البحيري وعبد الحميد بمبررين مختلفين، انتقده محمد السيد "34 عاما"، الذي رفض مقارنة مناسبة زواج الابن بمشهد الانتخابات.

ووصف السيد المشهد بأنه "منافي للطبيعة المحافظة للشعب المصري"، مضيفا: " مهما تكن المبررات، لا أجد أي مبرر لمشهد الرقص الانتخابي".

واتفقت معه في الرأي هدى فوزي "26 عاما"، والتي عبرت عن رفضها لهذا المشهد بطريقة عملية.

الطب النفسي

وما بين مؤيد ومعارض لهذه المشاهد، يبدي أحمد عبد الله أستاذ الطب النفسي، والمتخصص في علم النفس السياسي، اندهاشا من حالة الجدل التي صاحبت مشهد " الرقص الانتخابي".

وقال عبد الله: " لم استغرب هذه المشاهد، وكنت أتوقعها، لأنها ليست خارج السياق الذي يعيشه المصريون ".

ويطالب عبد الله الراغبون في فهم دوافع هذا المشهد الراقص، إلى رؤية التركيبة الموجودة في الشارع المصري، موضحا: " هي تركيبة خوف وبحث عن بارقة أمل وطموح في البحث عن الاستقرار و البحث عن أي انتصار أو ضوء في نهاية النفق".

وأضاف: " كل ذلك دفعهم إلى التعبير عن فرحتهم، وكأنهم حققوا انتصارا، بصرف النظر عن طبيعة الانتصار ان كان حقيقيا أو خادعا ".

وشهد التصويت في انتخابات الرئاسة بالأمس مبالغة في المشاهد الراقصة أمام اللجان الانتخابية، فلم تقتصر على الفتيات صغيرات السن، لكنها شهدت انتشارا واسعا شمل سيدات كبار السن، بل وسيدات منتقبات.

التعليقات.

 

القاهرة -وكالات

خميس, 29/05/2014 - 13:03

          ​