مدخل إلى عوالم المعرفة

إن كل شخصية جديدة على معرفتنا هي عالم جديد يضاف إلى عوالمنا المألوفة، ووجود يزيد من مساحة معرفتنا.

 

و تتفاوت العوالم في مدى تأثيرها علينا، ومدى تفاعلنا معها، فمنها ما يستغرقنا ويستولي على قلوبنا، حتى نشعر وكأننا نولد من جديد، بشعور وديع وبراءة طفولية، وحتى يستولي على لحظاتنا الطليقة، ويقيد أفكارنا الحرة، ويملأ مساحة التصور والخيال، ويحضر في الحلم وأثناء النوم، وهنا يظهر تعاوض الحواس، ودور الانطباع، فقد يكفي السماع عن شخص أو سماع صوته، لصنع انطباع مؤقت عنه، وذلك لما يتمتع به الذهن من قدرات خيالية، تمكن الإنسان من بناء تصورات متباينة وعديدة، تساوى الأشكال المعرفية النمطية و المثالية التي تسكن البنية التصورية، وتحاكي الإنطباعات الخالدة في الذوق، بل ويتجاوز ذلك المستوى من الإدراك نحو المعنويات لتخلق انطباعا وتصورا لكل ما لا ندركه بالحس.

فالخيال والتصور رائدان في خدمة المعرفة ويظلان ينقلان الصور والكلمات من المجهول نحو الممكن والمعقول، وحين تنتهي قدرة الحواس، يبدأ الإيمان و الاعتقاد في أرفع مستويات المعرفة حيث لا حدود لما يوحي به الاعتقاد من دلالة معنوية كانت أو محسوسة.و لكل مستوى من مستويات المعرفة و الإدراك، قيمة ومعان بها يتميز عن غيره، ويتجلى ذلك في مدلول الكلمة ونطقها والحقل الذي تنحدر منه.

 

ديدي نجيب

اثنين, 22/12/2014 - 01:36

          ​