موريتانيا ترفض القناع الاستعماري الجديد

من جديد ها هي فرنسا تظهر بوجهها الفضولي الاستعماري الذي ألفت الشعوب مستعمراتها لتعيد إلى الاذهان أنها مازالت فرنسا الاستعمارية فرنسا تطويق الشعوب فرنسا تضييق الخناق، ولتولج دكتاتوريتها الجريئة في سياسية موريتانيا الداخلية وكأن موريتانيا مازالت تتبع لها في الحل والعقد أو كأن فرنسا هي المثال في منح الحريات، ومن يعطي الضوء الأخضر في العدل والانصاف والحرية والمساواة، فرنسا التي وضعت نير العبودية على كل جناح هل نسيت فرنسا أم تناست موقفها من الانسانية على أيام الاستعمار وهل نسيت أم تناست تلاعبها بحقوق الانسان والفتك بدماء الابرياء ونسيت تمثيلها بالرئيس الليبي معمر القذافي وما سبق ذلك من وشاية وخساسة وما دسته في أوساط الدول الافريقية من أجل الاستيلاء على ثرواتها والتحكم في محل القرار، فغدت تنهى وتأمر وكأن عصر الامبريالية عاد وبوجه مقنع يحمل أخطر ألوان العداء.

 

وهنا نتساءل ما ذا تركت فرنسا لموريتانيا  وما ذا قدمت لها حتى تأتي اليوم تطالب بالتدخل في القضايا الوطنية التي تخص موريتانيا والموريتانيين، فلا أحد يجهل أن فرنسا هي التي صنعت العبودية في موريتانيا وبعد ما شهدته موريتانيا وما أصبحت تعيشه في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز من حريات تطال جميع الميادين حتى ولدت حركات حقوقية تمارس عملها بكل حرية وبعد ما منح لحقوق الانسان من أهمية أصبحت فرنسا تحسد موريتانيا على ذلك وتغار منها ومن سياساتها بل وأضحى الغرب جميعه يجاهد في وضع حد لما تمتاز به موريتانيا من مكانة في حرية الاعلام وحرية الرأ، وما زالت خططه فاشلة وذرائعه مدحوضة، وكان بيان الخارجية الفرنسية آخر صيحة يطلقها الاوربيون بعد تقرير البرلمان الاوربي الذي باء بالفشل وجوبه بصرامة وغلظة من موريتانيا وقائدها الشهم محمد ولد عبد العزيز الذي لم يعبئ بقرار ولا برأي أي من فرنسا ولا جاراتها ولا بجلالة البرلمان الاوروبي .

 

إنه على الدول الافريقية اليوم أن تتحد في صف واحد ضد ما تقوم به فرنسا من تدخلات فوضوية وفضولية في سياسات الدول ومزاحمة قراراتها الخاصة، وعليها أن ترفع شكاية إلى الأمم المتحدة ضد هذه الأعمال المشينة التي تقوم بها فرنسا في السياسات الداخلية للدول الافريقية، فقل أن تثار قضية في أية دولة افريقية إلا وجاءت فرنسا وفرضت ثقلها في الساحة ورأيها وقرارها في القضية، وهذا ما لم يعد مقبولا اليوم، فقد  آن الأوان للأمم المتحدة التي تحاب الاستعمار وتؤيد الاستقلال والحرية أن تعيد النظر في الامبريالية الفرنسية وسياسيتها الجديدة القديمة التي تواجه بها الدول الافريقية وكأنها مازالت تحت رعايتها أوكأن فرنسا تتمتع بحق الوصاية على هذه الدول، وهذا ما لم يعد مقبولا بل أصبح مرفوضا وبكل لغات العالم، وعلى الدول الافريقية أن تنادي على فرنسا بأعلى صوتها أن عصر الاستعمار قد ولى ونجمه قد أفل.

 

يأتي ها الحديث على أعقاب البيان الصادر صباح أمس عن وزارة الخارجية الفرنسية والذي نددت فيه باعتقال رئيس حركة إيرا  بيرام ولد الداه ولد إعبيدي وحاولت بكل جهودها التدخل في الشؤون الداخلية الموريتانية وهو ما يعتبر محرم دوليا وخط أحمر، حيث ظهرت فرنسا في هذا البيان كالملاك البريئ تدافع عن العبودية ونسيت أنها في يوم من الايام استعمرت موريتانيا ودول افرقية أخرى وحاولت إذلال رقاب أبت أن تخنع لها عقدا من الزمن وبعد أن رفض الرئيس الموريتاني عقد اتفاقية الصيد المجحف في حق موريتانيا تقوم الخارجية الفرنسية اليوم بإصدار بيانها المندد بإعتقال فلان او فلان والدفاع عن حريات حقوق الانسان والتدخل السافر في شؤون البلد.

كما أنه  من الملاحظ حتى الآن غياب أي بيان مندد من طرف أي حزب معارض أوشخصيات سياسية حول ما صدر من مجتمع النواب الاروبيين حول بلادنا، إنه أمر مرفوض و شنيع لا يغفر ، فقد نختلف في الرأي والمبدء هنا داخل موريتانيا و لكن وطننا يبقى هو الأول وعليه نجتمع أمام اي تدحل من أي طرف  خارجي مهما كان...

اتلانتيك ميديا

اثنين, 22/12/2014 - 12:29

          ​