صباحكم بحث عن عدل...

هنا انواكشوط حيث الشمس تشرق علي صورة من البؤس تنتظر عمر الفاروق كي يغيرها وهو يبكي بحرقة علي حال الرعية بعده. هنا ولدت كالآلاف والآلاف والآلاف. هنا أتجرع المرارة تلو المرارة لمدينة أعشقها حد التصوف و أمنيتي أن أهرب منها إلي اللاعودة.


مدينتي الشاحبة المحبطة أعرف حزنك وتعاستك, ولكنه الظلم يخفي جمالك تحت أنقاضه الظلامية. عفوا يا مدينتي أنا ابنك المحبط قتلتني خفافيش الظلام وجعا وحزنا وخوفا من القادم وأنتظر الفرار بآخر بقايا الأمنيات وليس في يدي غير الدعاء لك عند رب الأرض و السماوات.


أيها السادة هنا انواكشوط حيث الشمس ستشرق بعد قليل علي أكواخ الصفيح التي ستحترق كالفحم تحت نيران الشمس, و أطفال سيستيقظون لا علي الإفطار فوق مائدة فخمة بل علي التسكع في الشوارع بحثا عن خبزة مرمية هنا أو هناك. أو قطعة نقدية أضاعها جيب مواطن مخروم من طول الإفلاس ويمتهنون الشحاتة.
هنا سيدة ستستيقظ بكامل حزنها وعجزها عن توفير ثمن أي شيء تافه تطعمه أطفالها فتنزوي في بيت متواضع أو كوخ في أحياء الصفيح تندب حظها. هنا رجل سيخرج متخبطا لا يعرف وجهته بات طول الليل سهرانا بسبب اصوات أمعاء أطفاله يفرمهم الجوع ولاحيلة في اليد غير التسكع هنا أو هناك عله يعثر علي ورقة نقدية تافهة توفر خبز يوم. هنا شاب تطحنه البطالة حتي تمني النوم للأبد.
هنا انواكشوط حيث الصورة الأبشع في العالم للبؤس و الشقاء ورحيل الأمل وخنوع المواطن الذليل.


 من صفحة المدون Boydia Sidi

اثنين, 12/01/2015 - 09:37

          ​