عالَم منافق

عالم منافق هذا العالم الذي نحيا فيه! هل سمعتم بجريمة يتم حشد زعماء العالم من أجل التنديد بها في مسيرة راجلة مثل المراهقين؟

وإذا افترضنا أن مذبحة الجريدة الفرنسية جريمة قام بها أربعة أشخاص، ما ذنب مليار مسلم؟

ما ذنب الإسلام الذي توجه إليه أصابع الإتهام الباردة؟ وتلعنه القلوب، والمشاهدات في تلك المسيرة؟!

هل سمعتم بمثل هذا تجاه الجرائم التي تحدث في كل مكان، حتى باسم اليهودية والصليب؟

إنها الحرب على الإسلام يا إخوة فأفهموا، كفى نوما في البدع والحقوق والحريات والديمقراطيات الزائفة، الغرب لم يكتف بتدمير سوريا والعراق، بل يحشد مجددا ليدمر كل بلاد المسلمين!

الغرب لا يرضى إلا باتهام  دينكم، وتشويه صورته في نظر العالم، وإظهاره بمظهر الدين الدموي الفتاك المتخلف!!..

لقد ظهر زعماء العالم اليوم على الفضائيات في بث حي، يمسك بعضهم بأيدي بعض، في تحريض واضح مؤلم على الإسلام والمسلمين! إنهم ينددون بالإسلام لا بالإرهاب، لأن الإرهاب لا يمكن ذكره دون ذكر الإسلام..

لم يبق إلا أن يعطوا لكل مشارك في هذا الحشد الهائل في شوارع باريس، مدفع رشاش ويرسلوه إلى الكعبة ليضربها!! إنها الجيوش التي تحشد لنا مجددا، منطلقها أيضا من هذه القارة التي لم تتركنا في سلام يوما من الأيام، ولو عرف آباؤنا ذلك لركزوا عليها وفتحوها ليريحونا من شرها المستمر، لكن قدر الله وما شاء فعل..

إنهم يقومون اليوم بتدويل جريمة (لنفرض أنها جريمة) عادية ارتكبها بضع أفراد، لم يقتلوا إلا 12 عشر من المحاربين السباقين إلى الإعتداء!

إنهم يحشدون العالم للمزيد من الإعتداء على المسلمين، سواء في فرنسا أو على أراضينا الطاهرة..

ومن بين الوجوه الغير نيرة: الوزير الإسرائيلي المشئوم "نتن ياهو" الذي يشبه الغراب، ولا يحضر إلا في المآتم وعند الجيف، ومن بينها وزير العدل الأمريكي، نعم، لن يمثل أمريكا بمصداقية أكبر أكثر من وزير عدلها الكذاب!!

ومن بينهم بعض الزعماء العرب الذي يتعاطفون مع المسيئين إلى رسولهم الكريم، والعياذ بالله!! علينا الإستبشار بذلك فقد يعجل الله تعالى أخذهم بسبب هذه الخطوات، من بينهم ملك يزعم بأنه من سلالة البيت الهاشمي الذي تعرض للإساءة!!..

إن القادم أسوأ، فالصليبيون يدبرون مؤامرة للهجوم على الإسلام والمسلمين، لكن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، في الأخير..

قال مقدم البرنامج: "أليس عجبا أن يحج بعض الزعماء العرب من دولهم - لا أعادهم الله إليها - ليتضامنوا مع فرنسا، في حين لا يحركوا ساكنا تجاه آلاف القتلى المسلمين الذين يتساقطون أمام أنظارهم في سوريا والعراق"!!..

إن الإرهاب صناعة صليبية، لا وجود له على أرض الواقع (هذا هو الإحتمال الأكبر يا ذكي)، والإحتمال الأكبر أيضا هو أن هذه العملية، حتى هذه اللحظات، أكذوبة صليبية أخرى (توجد إثباتات لذلك على الإنترنت)..

لقد أعجبتني مداخلة أحد المسلمين البسطاء في البرنامج، قال: "على المسلمين أن يحددوا علاقتهم بهذا الغرب، هل هي علاقة صراع دائم أم ماذا؟"..

نعم، هل قدرنا أن نظل نتهم بمثل هذه التهم، وتُجيش لنا الجيوش؟ ولا أحد من كبارنا (المسئولين، والمعيز المثقفين) يعترض ولو بكلمة خوفا من معاكسة التيار، جرفه الله بعيدا؟!!

ألا يعترضون - على الأقل - على هذه السابقة: تدويل جريمة ارتكبها 4 أفراد، وقتل فيها 12 آخر!!

بأي حق تحشد كل هذه الحشود؟ وعن أي غضب يعبرون عنه؟ وأي احترام يكنونه للإسلام والمسلمين الذين يشوهون سمعتهم ليل نهار؟

أيريدون إرسال رسالة إلى الإرهابيين (يعلمون أنها لن تثنيهم إن كانوا موجودين)، أم إلينا، أنا وأنت وكل المسلمين، الذين نعتبر في أنظارهم إرهابيين لأننا مهتدون؟! على كل حال، لقد وصلت الرسالة إلى قعر بيوتنا..

فعلينا أن نفهم ديننا أولا، فهو لا يقبل التطرف، ولا البدع السخيفة التي يعبد البعض من جاء بها من الضالين، ولا يقبل الظلم، فلا مكان للظالم بيننا، فنحن لا ننافق، كيف نقبل كيل أمريكا بمكيالين، أمريكا لا تخجل من إعلانها دعم عدونا اليهودي بل حتى في قعر ديارنا، في حين نتردد نحن في أن نقول لها بصوت خافت: لا!! وفي الإبتعاد عن طريقها القذر الذي تتفتح فيه زهور أعدائنا وآلامنا!!..

أعتقد أن الوقت قد حان ليتحدث المسلمون عن إسلامهم أكثر من حديثهم عن أكذوبة هذا الإرهاب التي يشيعها الكفار، ويدعمونها بكل ما أوتوا من قوة ووقاحة حتى اليوم، وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن الإسلام بريء منها، علينا التحدث عن نفاق هؤلاء الكفار ودسائسهم أكثر من الحديث عن الإرهاب الذي يخدعوننا به في ظل ازدواج معايرهم وكفرهم وانعدام أخلاقهم..

ولاحظ يا مسلم، ويا مسلمة، أنه في اللحظة التي يتم فيها الهجوم على الجريدة الفرنسية المشئومة، تتم إثارة تعاطف مع اليهود الأبالسة، وإظهارهم بمظهر المُعتدى عليه لا المعتدين! يتظاهر دعاة السلام والحرية أمام جحور الثعابين متهمين المسلمين بالإرهاب!، ما علاقة اليهود بالصحيفة؟ ألا تشموا في ذلك رائحة اليهود والمؤامرات، ففي الوقت الذي يتم فيه الهجوم على الصليبيين، يُستدعى فيه التعاطف مع هؤلاء القتلة!!

ثم يتردد أن الإخوة قُتلوا، أين جثثهم، أين الدليل على مقتلهم؟ أم أن قصة الإخوة طويت بسرعة من أجل بسط قصة أطول حول الإعتداءات القادمة على الإسلام المسلمين!!

إن هذه الحضارة الغربية اليهودية العفنة هي أسوأ حضارة شهدتها الإنسانية على مر التاريخ، فاحذروا من حيلها الكثيرة، وفكروا دائما في اتهام القوم بدل التعاطف معهم، فلا هدف لهم إلا طمس معالمكم ومعالم دينكم، وصدق الله العظيم الذي قال: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"..

 

سيد محمد ولد خليل
ثلاثاء, 13/01/2015 - 09:00

          ​