متى ننجح في بلوغ الأهداف الكبرى؟

النجاح لا يتحقق إلا بتغيير الأنماط المعتادة والسلوكيات السلبية في حياتنا وتوظيف القدرات التي منحنا رب العالمين .
والنجاح يتحقق قبل كل شيء بتصحيح النية وبالتخطيط والتسلح بالعزيمة والإرادة.
والنجاح يتحقق عندما نثق بأنفسنا وبقدرتنا ونحدد أهدافنا ونعرف كيف نصل إليها ، والنجاح لا يتحقق إذا تأثرنا بالأفكار السلبية المثبطة وفقدنا الحماس للنشاط والانتاج بسبب آراء وأفكار البطالين والمتقاعسين والتائهين الضائعين الذين رضوا بالقعود وتضييع الأوقات في العبث واللهو.
وزع الخبير العالمي إبراهيم الفقي رحمه اللـه الناس إلى 6 أصناف فيما يتعلق بوضوح أهدافهم وكيفية الوصول إليها :
- صنف يعيش في الدنيا ولا يعرف ما الذي يريده، ولا يكف عن الشكوى
- صنف يعرف ما الذي يريد لكنه لا يعرف كيف يصل إليه وينتظر من يوجهه ويأخذ بيده
- نوع يعرف غايته ويعرف وسائل تحقيقها ، ولكنه لا يثق في قدراته ، يبدأ أمرا ولا ينهيه
- صنف يعرف ما لذي يريد ويعرف كيف يصل إليه ويثق بقدراته ، إلا أنه يتأثر بالآخرين فيؤثر ذلك على بنيانه وانتاجه.
- نوع يتمتع بكل الصفات المشار إليها آنفا لكنه يصاب بالفتور بعد تحقيق النجاح ، فيهمل التفكير الإبداعي
- الصنف السادس فيه كل الصفات المذكورة ، لكنه يضيف إليها عدم استسلامه أمام التحديات ويتوكل على اللـه ويحقق النجاح بعد النجاح ، ولا تقف همته عند حد.

ومن يتقاعس عن العطاء والانتاج ويتنكب مناهج الناجحين وأصحاب الهمم العالية إنما يفعل ذلك كسلا أو خذلانا لنفسه متعللا بعدم القدرة أو ضعف الذكاء أو صعوبة الحياة ومشقة الطريق وكلها أعذار واهية.

فلنتأمل قليلا بعضا مما منحنا اللـه من القدرات.
فالعقل البشري مثلا يحتوي على أكثر من 150 الف مليار خلية عقلية ، وقد كتب الدكتور هربرت سبنسر من جامعة هارفارد في بحثه عن العقل البشري : إننا لو بدأنا العد من الرقم واحد حتى نصل إلى 150 مليار فسوف نحتاج إلى 5000 سنة !!! واضاف الدكتور هربرت أن العلماء قالوا في الخمسينيات إن الإنسان يستخدم 50% من قدرات العقل ، ثم قالوا في الستينيات إننا نستخدم فقط 20% من قدرات العقل وفي السبعينيات قالوا إن النسبة هي فقط 10% وفي الثمانينات قالوا إن النسبة لا تتجاوز 5% وفي التسعينيات قالوا إن الإنسان يستخدم فقط 1% من قدرات العقل.
قال تعالى : (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون..))
النجاح يحتاج إلى قرار شجاع بكل عزيمة وإصرار مع الاستعداد لدفع الثمن من أوقات الراحة والبذل المطلوب على جميع المستويات.
النجاح يحتاج إلى قرار بتغيير الحياة رأسا على عقب للوصول إلى القمة ولا يستوى المشمر مع النائم ولا المتكاسل مع الجاد ولا صاحب الهمة العالية مع من يرضى بالذي هو أدنى .
النجاح يحتاج إلى قرار للوصول للأهداف الكبرى مهما كانت صعوبة الطريق .
يقول أنتوني روبنز صاحب كتاب "ايقظ قواك الخفية" :" اتخذت قرارا حينذاك غير حياتي إلى الأبد ، إذ قررت تغيير كل جانب من جوانب حياتي تقريبا ، كما قررت ألا أقبل قط أقل مما يمكنني تحقيقه."
والنجاح يتم عندما نستثمر أوقاتنا الاستثمار الأمثل فالوقت هو الحياة وكل دقيقة ذهبت لن تعود لذلك كان الإمام الحسن البصري رضي اللـه عنه يقول عن بعض السلف إنهم كانوا أكثر حرصا على أوقاتهم من حرص الخلف على أموالهم .
ومن العجيب أن ترى وتسمع بعض الناس يقولون إنهم يريدون أن يقتلوا الوقت في اللعب واللهو والتسلية ونسي هؤلاء أنهم إنما يقتطعون جزءا من أعمارهم لإيداعه في سلة المهملات.
وللـه در ذلك الشيخ الذي مر على أهل المقاهي وهم غارقون في غفلة يلعبون الورق ويضيعون أعمارهم بأيديهم ((أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا )) ، قال : يا ليتهم باعوني وقتهم.
والنجاح نصله عندما نستفيد من قصص وتجارب الناجحين ونتمثل صبرهم وجلدهم وعلو همتهم.
والنجاح نحققه عندما نحقق أهدافنا لكنه يكون أكبر عندما نؤثر في الآخرين بشكل إيجابي فنساعدهم على التعرف على ما منحهم اللـه من قدرات وقوة وعلى تغيير حياتهم نحو الأفضل وأن يكون تحقيق الهدف خطوة نحو تحقيق أهداف أعلى ..
والنجاح نسلك طريقه الصحيح عندما نحول أخطأنا وفشلنا وإخفاقنا إلى محفزات وعزيمة وإصرار على تحقيق ما رسمنا لأنفسنا من أهداف مهما كانت الصعاب والعوائق..
والنجاح يأتي عندما نطرح على أنفسنا جملة أسئلة مثل لم نحن هنا في هذه الدنيا ؟ وما ذا نريد ولماذا نجح بعض البشر وفشل آخرون؟ ، هل الذين نجحوا أذكى وأقدر على التحمل من الآخرين هل الذين نجحوا عندهم من الوقت أكثر مما عندنا ، هل سنحاسب على وقتنا؟ لما لا نستثمر حواسنا التي منحنا اللـه قبل أن تضعف وتذبل.
لماذا ينجح أناس فقدوا بعض حواسهم ويفشل أناس يتمتعون بكامل قواهم وحواسهم..؟؟
ويتحقق النجاح عندما نستحضر قول النبي صلى اللـه عليه وسلم (( المؤمن القوي خير وأحب إلى اللـه من المؤمن الضعيف وفي كل خير)).
سنحقق النجاح عندما نثق بأنفسنا ونحدد أهدافنا ونخطط لها ونثق بما حبانا اللـه من قدرات وقوة وننتهج الطريق الصحيح للوصول لأهدافنا وننظم أوقاتنا ولا نلتفت إلى المثبطين ونتوكل على اللـه ونستعين به.

والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 
خميس, 19/02/2015 - 09:29

          ​