من كيهيدي بدأت الحملة. سيدي محمد بن جعفر

كيهيدي مدينة رُسخ في الأذهان أنها  مدينة متوترة  سياسيا مغاضبة انتخابيا، شحيحة هي الأصوات التي تمنحها لغير من ينكي الجراح، ويغرد خارج سرب لم الشمل،في آذان الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على سكانها الطيبين وقر، فلا يصغون إلى منطق عقل ولا وخز ضمير، كان سكان مدينة كيهيدي الجميلة، على موعد مع مضمد جراحها ومعيد الابتسامة إلى شفاهها، فتداعى شبابها المتحمس والمتلهف لسماع كلمات مرشح الأمل ولم الشمل، محمد ولد عبد العزيز ، وتداعى شيوخها الحكماء الذين طالما نصحوا ، ووجهوا ، ووقفوا في وجه المغرضين،  كانوا زينة المنصة بوقارهم وثباتهم،سكان كيهيدي كانوا بحاجة إلى من يسمع أنين مرضاهم وآلام عجائزهم وطموح شبابهم، بحاجة إلى  من يعيد الأفراح إلى وجوه أطفالهم، والى من يُسمعهم أنهم جزء من هذا البلد يشتركون في أفراحه،  ويُمنحون ما يستحقون من خيراته دون منٍ من  أحد، وقف بينهم المرشح محمد ولد عبد العزيز دون أي أبهة للسلطة ، وبعفويته المعهودة وتواضعه اللافت ، ودون حماة غلاظ يحجبونه،خاطبهم مكسرا كل القيود التي تكبلهم،  والاسيجة التي كانت سدا مانعا ومنيعا يحول بينهم وبين ما يشتهون من وطن يسع الجميع، إنها المرة الأولى التي يشهد الجنوب فيها حدثا وطنيا بهذا الحجم والأهمية،  ويكون فيها محط أنظار الأمة جمعاء، نظرة عميقة كان ذلك الاختيار الذي أعاد الاعتبار والثقة لكل أجزاء موريتانيا الحلم الواعد، الذي تتساوى فيه المدن والأرياف والأعراق والشرائح.

 

إنها المرة الأولى التي تتلاقى موريتانيا المصالحة،  تكلم المرشح –العزيز – وكان العنصر الأبرز غير المسبوق في هذا الحدث  أن الكل خُوطب بلسان قومه، خطوة ضربت في الصميم ، بها برزت أهمية لغاتنا المحلية، فانكشف غطاء زيف مقولة قصور لهجاتنا عن التوصيل والتواصل ، وسقطت أقنعة دعاية اللغة الجامعة ،إنها موريتانيا العميقة المتكلمة بألسن وحدتها وتراثها وتاريخها.

 

 بلسان محلي عريق ومعبر تحدث المرشح عما تم  انجازه فعلا في وطن لم تعرف البنى التحتية اهتماما من قبل ،إلى عهد قريب كانت شوارع العاصمة بلا إنارة ولا أشارت مرور في الأغلب الأعم ، أنجزت مع العهد الجديد معاهد تكوينية نافعة وناجعة في خلق فرص كانت شحيحة ومحتكرة من طرف أجانب ، وتحدث المرشح عن مشافي خففت من وطأة لألم، وساعدت أصحاب الدخول المنخفضة على الادخار، واختصرت زمن المعاناة ،إنها نقاط علاجية مزجر الكلب من كل تجمع سكاني، وطرق قهرت المسالك الصعاب، وذللت الهضاب، وأزالت الكثبان الزاحفة، وتلك الواجفة للمسافر، وقربت المسافات، مشاريع واعدة قيد الإنجاز قطعت أشواطا بلا منٍ من أي بلد له شروطه واشتراطاته التي تصل حد العبث بالسيادة الوطنية، عن طريقها كانوا في السابق يملون علينا كم جرعة دواء مسموح لنا بسعطها،وكم رغيف يأكل الضعيف العاجز في اليوم، وكيف يبدد الممالئ معهم  لتمرير تلك المنح ثروة كاملة على موائده، لا منح من أحد لموريتانيا في ما أنجز يقول المرشح  بل بقدرات ومقدرات موريتانية.

سبت, 07/06/2014 - 09:39

          ​