مركز دراسات «الجزيرة» يتوقع تغير وجه المنطقة في قراءة لتداعيات «عاصفة الحزم»

«القدس العربي»: عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية وتشارك فيها دول عربية وإقليمية عدة ستكون لها تداعيات عميقة ومحورية وتغير وجه المنطقة بحسب ما توصلت إليه ورقة بحثية لخبراء دوليين.ورجح تقرير لمركز الجزيرة للدراسات أن تؤدي عملية «عاصفة الحزم» إلى تحولات وتداعيات استراتيجية عدة، وقد تُغَيِّر وجه المنطقة إن تحولت إلى حرب إقليمية طويلة الأمد؛ جراء التسليم الخليجي أن مسألة توسيع المدى الاستراتيجي للخليج يأتي بتأمين موقعه الجغرافي وخاصرته الضعيفة في اليمن.

وجاء في التقرير الذي حمل عنوان «الخريطة العسكرية والقراءة الاستراتيجية لـ«عاصفة الحزم» أن دول الخليج لم تكن في وارد التحرك بعد وقوع كارثة سقوط صنعاء بسياسة رد الفعل؛ حيث توقفت الدبلوماسية ولم تمت، وكان تقدير الرياض أقرب للمقولة الاستراتيجية الأشهر للجنرال والمفكر العسكري الروسي «كلاوسفتز»: «الحرب هي امتداد للدبلوماسية بطريقة أخرى». وهو توصيف مهذب بأن بديل الدبلوماسية هو دخان البنادق وارتفاع أصوات قرقعة السيوف، والمبادرة الخليجية التي اتخذت مسارًا مختلفًا منذ 26 من مارس/آذار 2015 هدفها إجبار الفرقاء على تنفيذ بنودها التي وافقوا عليها.

 

وأشار التقرير إلى أن العاصفة قد تؤدي لإعادة الاصطفاف الإقليمي كتشكل المحور العربي ـ التركي، وإعادة العلاقات بين أطراف كانت متباعدة كالسودان والخليج؛ حيث صححت الخرطوم موقفها السياسي، وأوضحت أن علاقتها الاستراتيجية يجب أن تكون مع الدول العربية والخليج، وليس مع إيران، كما تعقَّد الموقف بزيادة المشاركين والمؤيدين، فتأييد معظم دول العالم لقوات التحالف التي دفعت الدول المكونة له لنقل التعاون العسكري من الهامش إلى المركز من أجل قمع مقوِّضي الاستقرار بالقوة عبر تأسيس تحالف عسكري ما هو إلا مؤشرًا على ذلك.

وقال التقرير إن موقف إيران المرتبك، سينعكس على موقفها في سوريا والعراق وأصابعها في الخليج العربي؛ فعسكرة الملف اليمني بالتوسع العسكري الحوثي كان هروبًا إيرانيًّا من عدم تحقيق النصر في سوريا؛ وهو ما أدى إلى ارتباكها وإجبارها على ترك الميليشيات الحوثية تواجه مصيرها وحدها.

 

ورجح التقرير أن يدفع التسارع في الأحداث طهران إلى وضع لا تحسد عليه، فهي بين فكي كماشة التهمة النووية وانتكاسة الحوثيين؛ مما يفتح قابلية قيام إيران بحماقة تحرِّك بها الساحات الموالية لها؛ فهي لن تنسى أن دول التحالف هم أعداؤها بأثر رجعي، ولعل أبلغ مؤشر على ذلك هو العودة لحالة القطيعة وإلغاء رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني زيارة مرتقبة له إلى السعودية؛ حيث أدان طلعات التحالف العربي على اليمن.ولفتت دول الخليج بعملية «عاصفة الحزم» النظر إلى أن التجاهل الأمريكي والأوروبي لتدهور الأوضاع في المنطقة لم يعد مقبولاً، وأن خيار المبادرة واتخاذ قرار المواجهة ضد أي جهة تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وإنجاز متطلبات الأمن الجماعي بشكل عام من قبل الخليجيين أنفسهم سيكون الرؤية الاستراتيجية الحاكمة لسياستهم مستقبلاً.

أربعاء, 15/04/2015 - 09:01

          ​