أين وصل اتفاق الجزائر !!

أين وصل اتفاق الجزائر !!  / عبدالله ولد امباتي

لم أكن أشك ولو للحظة بأن منسقيه الحركات الأزوادية لن تقبل التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الجزائر ، فجميع بنود هذا الاتفاق تعيد الشعب الأزوادي إلى المربع الأول تماما كما في لعبة الشطرنج ، كيف يمكن لنا بكل بساطة أن نبيع دم شهدائنا وأبطالنا الذين ضحوا بالغالي والنفيس ، وكيف لنا أن ننسى دموع أطفالنا اليتامى وبكاء نسائنا الأرامل ، ليس الموضوع سهلا فانتم تتفاوضون مع أبناء أزواد على كرامتهم وحقوقهم ، هذا لم يعد زمن استعباد الشعوب .

إذا ما تتبعت مسار المفاوضات في الجزائر فإنك ترى مشروعا لإبادة الأزواديين ، لا يمكن أن تتصور حجم الكراهية والحقد والعنصرية ضد هذا الشعب ، ماذا يريدون من هذا الشعب الأعزل !

جميع الالتزامات السابقة والتي قدمتها حكومة مالي لازالت حبرا على ورق بالرغم من أنها لم تكن طموحا أزواديا إلا أن الماليين هم من تعهد بها وهم من أخل بها ، لكن اليوم تختلف الموازين على أرض الواقع ، فالحركات في نقطة قوة وليس لديها ما تخسره .

على الوسطاء أن يبقوا وسطاء فقط لا أن يكونوا طرفا في الصراع ، إن اختيار العواصم القريبة لحل المشكلة يزيد المشكلة تعقيدا ، الجزائر وموريتانيا وبوركينافاسو جزء من المشكلة الازوادية وبالتالي لا نتوقع حلا ما لم نذهب بهذه المفاوضات بعيدا قدر الإمكان ، على الأقل نضمن من ذلك فرصا أكبر للتقارب بين القطبين المتنافرين ، وكما فشلت بوركينافاسو ستفشل الجزائر وكذلك موريتانيا إن حاولت وكل العواصم القريبة الأخرى .

ليس صعبا الوصول إلى السلام في الشمال ، ذلك فقط مرتبط بإرادة الماليين ، متى ما أرادوا إنهاء المشكلة فإنها ستنتهي لا محالة ، لكن الحكومة المالية تعمل بجميع وسائلها على اقتتال الازواديين فيما بينهم ، فالحكومة المالية هي من صنع المجموعات الإرهابية المتطرفة وهي أيضا من طلب التدخل العسكري فيها ، إذن هي بعيدة كل البعد عن السلام .

حتى لو وقعت المنسقية على اتفاق الجزائر فهذا لن يضمن شيئا على أرض الواقع ، ستخل مالي بالتزاماتها وستعود الحركات للمواجهة ، هذه النتائج معروفة سلفا ، على الأقل يبقى الحكم الفيدرالي حلا توافقيا يبعد الحكومة المركزية عن التدخل في الشؤون الداخلية الأزوادية قدر الإمكان .

المفاوضات الآن تبحث عن عاصمة جديدة لحل الازمة أو تجديدها ، ستبقى القضية معلقة لمدة زمنية أخرى قادمة ، فأي عاصمة سيطرق الأزواديون أبوبها يا ترى !!

عبد الله ولد امباتي

[email protected]

+22237370280

جمعة, 17/04/2015 - 09:06

          ​