سر غضب العقيد اعلى ولد محمد فال

طالعنا اليوم بيانا شديد اللهجة موقعا باسمع العقيد اعلى ولد محمد فال، شكك فيه بمساعي الحوار الوطني، واتهم فيه النظام بشق صف المعارضة.

وكأن القارئ عليه أن يصدق بأن ولد محمد فال من خندق المعارضة المناضلة التي لا يشق لها غبارا، وحقيقة الأمر أن ذاكرة الشعب الموريتاني وإن كانت ضعيفة للغاية إلا أنها لم تنسى ولن تنسى أبدا بأن ولد محمد فال هو أحد أباطرة نظام الرئيس الأسبق ولد الطايع، مع معظم من "يناضلون" اليوم في صفوف المعارضة.

كما أن تلك الذاكرة لن تنسى أيضا بأن ولد محمد فال كان هو جلاد نظام ولد الطايع الذي سجن وعذب كل من عارضه، ومنهم بعض رموز المعارضة التقليدية، فاسألوهم عن اعلى وماضيه، فلديهم الجواب الفصل..!!

إن ما يغضب العقيد اعلى ولد محمد فال هو أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أفشل مخططه الرامي إلى إعادة إنتاج نظام ولد الطايع من جديد، عندما سلمت لولد محمد فال رئاسة الدولة على طبق من ذهب وهو نائم في قصره الفخم، بعد انقلاب (6-6) المشهور الذي قاده ولد عبد العزيز، وأطاح بنظام ولد الطايع الذي كان العقيد اعلى من أبرز رموزه.

إنه لا يخفى على أحد أن النظام الحالي لم يغلق باب الحوار مع مناوئيه يوما، رغم أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز تم انتخابه بأغلبية مريحة من الشعب الموريتاني تجاوزت 52%، غير أنه مع ذلك ظل دائما يرحب بالحوار مع المعارضة ويدعو له في كل مناسبة سياسية، ويعتبره أسلوبا لا غنى عنه في تسييره للبلاد.

فكيف لنا أن نصدق اليوم شكوك العقيد ولد محمد فال، الذي كان يتولى منصب مدير الأمن الوطني أطيلة عقدين من الزمن، لا تعبير فيهم عن الحوار فيهم إلا من خلال أصوات القنابل والغازات المسيلة للدموع، وامتلأت فيهم السجون من أصحاب الرأي، وفر بعض قادة الأحزاب السياسية المعارضة بحثا عن ملاذ آمن لهم.

وخلاصة القول أن على العقيد اعلى أن يفضل السكوت، قبل أن يفكر في الكلام، لأن الكل يتذكر ماضيه القريب، وأقوله وأفعاله في زمن الدكتاتورية الحقيقية، وحب السلطة والتسلط، ومنع الخصوم حتى من التنفس.

سبت, 18/04/2015 - 13:49

          ​