صحافي سوداني يرثي رحيل الفيتوري "آخر الشموس الأفريقية"

قال إسماعيل حسابو، صحفي سوداني، إن شعب السودان ممتن للمغاربة لاهتمامهم بالشاعر الكبير، محمد مفتاح الفيتوري، الذي رحل عن الحياة يوم الجمعة بأحد مستشفيات الرباط، مضيفا في مقال تنشره هسبريس بأن "الفيتوري مثلما هو شاعر سوداني، فهو أيضا شاعر مغربي".

وأكد حسابو أن الشاعر الراحل ولد بمدينة الجنينة في غرب السودان، ونشأ في الإسكندرية، وغيرها من مدن وبلدان العالم العربي"، مضيفا أن الفيتوري "ارتحل في هدوء كآخر قطرة ضوء لآخر الشموس الأفريقية، عندما توارى جسده النحيل المرتعش، عند مغرب إفريقيا".

وفيما يلي نص مقال الصحفي السوداني إسماعيل حسابو، بخصوص الشاعر الراحل محمد الفيتوري:

إلى روح العاشق!

*مدخل:

"وما هو سرك في الآخرين.. ليصبح سرك وقفا عليك.. وتصبح آلهة القبح فيك وعندك.. آلهة للجمال".. الفيتوري

*أمس كان الخبر اليقين، أن روحك أيها العاشق، قد عرجت إلى عليائها الأبدي. الخبر يقتل كل الأخبار الزائفات وينفرد. لا نقول إلا ما يرضي الله – حتماً - فإن الأمر قد وقع. فلا تنفع اليوم التمائم والتعاويذ والأساطير الأفريقية أو الحيل.

* ترتحل أنت في هدوء كآخر قطرة ضوء لآخر الشموس الأفريقية، يتواري جسدك النحيل المرتعش، عند (مغرب) إفريقيا، وينكتم صوتك، بحبه وعشقه الأسمر، لتنفتح أمام "شاشاتنا" المناحات وتدق في قلوبنا المزامير والطبول الحزائنية.

*أنا.. مثل ملايين السمر، المحبوسين في أحزانهم الاستوائية، المسكونين بصوتك الراعش، السابحين في فضاءاتك السمراء، الذين ما انفكوا يبحثون عن وطن فيك، مستغرقين في الدموع، لكنهم الآن يفتقدون الصوت واللحن والطبل..

*لكني – ربما – أكون أفضلهم حزناً، كوني سأبقي (مختبئاً في معانيك).. ثم أني قد عثرت أمس، على معزوفة رفيقك البوركيني، عبد الله بيلا، وأنشدت معه:

* (كصفحة الماء شفافًا أحدق فيوجهي.. فتغرق في أحداقي المقلفسيفساءات وجهي سرب أسئلةمن الضياع.. أناجيها فترتحل)..

*ترتحل أنت، وأفريقيا – لما بعد – تتعثر وتعاقر القهر والجوع والاضطهاد والمرض، فطبول العز التي دقت في أرجاءها ومواكب نصرها التي تدفقت مذ أمد، لم تصل مستقرها بعد والصبح لم يصبح في غاباتها وأدغالها الغجرية.

* ترحل أنت، لكن (تـبـقى الــرُّوح والـكلمات والأعـياد.. تـبـقـى هــامـة في الـجـيل.. تــرفــع كــبـريـاء الـجـيـل)..

* ترحل لا نقول إلا ما يرضي الله، (فالحزنُ الأكبرُ ليس ..يُقال)..

*فـ(بعض عمرك ما لم تعشه.. وما لم تمته.. ومالم تقله.. وما لا يقال.. وبعض حقائق عصرك.. أنك عصر من الكلمات.. وأنك مستغرق في الخيال)..الفيتوري..

اثنين, 27/04/2015 - 09:56

          ​