أحمد ولد داداه/ عهد جديد من النضال*

لا.. كذب فقد ولد وفي فمه ملعقة من ذهب كأي أمير بوتلبميتي، هل يغيظكم هذا؟.* لا.. غضاضة؛ من التذكير في كونه ينحدر من تلك العائلة الأرستقراطية ولا من التذكير بعراقة المكان حيث مسقط رأسه!* لا.. عيب في كونه الأخ غير الشقيق للرئيس المؤسس لهذه البلاد..!!

إننا نحس أحيانا بوجود أولئك المزايدين عليه في المواقف السياسيـة..!

ولكن ليس من بين هؤلاء من يقدر على الجلوس تحت اشعة الشمس ثلاثون عاما دون الإلتحاق بصفوف الجوقة الحكومية.وفي السابق كتب الراجل نيلسون مانديلا مايشير لـى حالة المُتحدث حول فقال : "اني أتجول بين عالمين، أحدهما ميت والآخر عاجز أن يولد، وليس هناك مكان حتى الآن أريح عليه رأسي " فحين يقرر الخروج مع جماهير العبيد والعبيد السابقين طلبا للمساواة والمواطنة و"من أجل العدالة" وتمهيدا لعالم لما يولد بعد...!

يجد أمامه من يتربص له من أعضاء "نادي عزيز" مختزلين قوته وقدرته في كون وسطه الاجتماعي إمتلك أو يمتلك العبيد والجواري في يوم من الأزمان.. ويتعرض للهجوم السافر ودون هوادة او احترام لشخصه ، -وهو الشيخ الوقور والمتقوس الظهر والمحدوب-.قد يختزل منتقديه شخصيته في كونــه المناضل الأطول نفسا وثباتا على مواقفه السياسيـة، وقـد يتجرأ أحدهم بالقول انه راجل "راسو أمتين".. !

فمنذ 25 سنة ونحن نلتصق بالصف خلفه وهو يكافح دون أن يقبل يوما بتكرار أخطاء الماضي، هو سياسـي من طراز يناهض كافة أشكال التسلط والديكتاتورية والإستعباد والإستلحاق.قبل 25 سنة أنهـى موظف رفيع في إحدى المؤسسات المصرفية الدولية مهامه الوظيفية وقرر العـودة الطوعية لمقارعة فرعون القرن العشرين.. فأين من يقبل بهذه التضحية لصالح الصالح والشأن العام؟

وفي فترات حالكـة من تاريخ البلاد قرر أن يبدأ مشواره الحزبــي بعدما أحاطت به فسيفساء الحركات السرية والتنظيمات السياسية وانحاز بشكل نهائي إلى المواطنين البسطاء.. ولا زال الأقرب إلى نفوس هؤلاء!.على الشخص قبل أن يكون سياسيا أن يكون خلوقا وصادقا ومخلصا؛ وهي صفات تجتمع في الكهل احمد ولد داداه.هل هو استبدادي في تدبيره السياسي؟ ربما نعم!هــل يتحمل مسؤولية التفريط في نتائج العام 1992؟ لربما كذلك!

هل هو شخص طيب حد السذاجة؟ لربما أيضالكنه لم يكن يوما من الأيام عنصريا ولا استعباديا، ولا كارها للحراطين؟هل يغيظكم ربع قرن من الكفاح السياسي ضد احكام العسكرتاريا؟... موتوا بغيظكم!! ولا تعتبروني صديقا ولا حليفا!

 

*بقلم: عبيد ولد اميجن، صحفي

 

جمعة, 01/05/2015 - 12:19

          ​