الخبر الخادع / محمد الأمين ولد بلعمش

يحدث أن تطالع و أنت تتصفح بعض مواقعنا الإلكترونية خبرا يغريك عنوانه بقراءته، فمثلا يمكن أن تجد عنوانا يتحدث عن عراك وزيرين منافسة على امرأة و حين تفتح رابطه إذا به يتعلق بتدافع من أجل نيل شرف سبق تقديم يَدِ الْعون لمساعدة عجوز على الوقوف في دار للمسنين يوم افتتاحها. و فوق ذلك سيكون الأمر برمته حدث في إحدى دول أمريكا الجنوبية !لقد سقطت في الشرك ....لقد زدت رقم عداد المتصفحين بواحد. ...و سيزيده آلاف غيرك ، إنكم ببساطة تُربحون موقعا فعلى قدر عدد المتصفحين يتم ترتيب المواقع ....و ستنخدع مرات قادمة رغما عنك فلن تستطيع - و لا غيرك يستطيع - تجاوز خبر نُشِرَ على سبيل الاستعجال لولادة فأرة لحمار بعملية قيصرية!! دائما يوجد من يُخدع و من يَنْخَدِعُ إرضاء لفضوله ، أتذكر كلما حاولت أن أرفض استغبائي بإرغامي على قراءة هذا النوع من الأخبار جواب ذلك الرجل الذي لا يقضي ما استدانه من الغير حين نصحه مُشْفق عليه قائلا : انتبه و إلا سيأتي يوم لا تجده فيه من يُقْرضك عشاءك فيرد عليه : لِغْشَامَ أَكْثَرْ مِنْ ذَاكْ( الغشمي : الجديد على الأمر لا يعرفه )صحيح أن الخبر عليه مَدَار العمل الصحفي خصوصا في المواقع الإخبارية و أن العنوان هو مفتاحه و واجهته على الآخر ما يفرض العناية باختياره ، لكن ذلك لا يلغي مسؤولية احترام المتلقي و عدم الشك في قدرته على التمييز....ذكر محمد حسنين هيكل -لعله في كتابه خريف الغضب - كلاما جميلا نسبه إلى أحد أساتذته قال فيه ما معناه أن الخبر لكي يكون قويا مستفزا لا يترك خيارا لغير قراءته يجب أن تمتزج بعنوانه مقادير من الدين و المُلك و الجريمة و الغموض و الجنس ... فمثلا لا يُنْظِرُكَ هذا العنوان وقتا للتفكير عما إذا كنت ستقرأه أم لا"" رباه الملك حامل فمن فعلها؟ "" صدق أستاذ هيكل فهذا الخبر لا يتردد المتلقي في قراءته ... لكن حذاري يجب أن تكون الملِكة موجودة أصلأ و أن تكون حاملا بالفعل و أن يكون ....الخبر صحيحا .بمعنى أن المادة الأولية للخبر موجودة حقيقة ، و إلا فإنه سيكون " أَسَاغَ " ببساطةلا علاقة له بالخبر و صناعته.الصدق شرط صحة الخبر الصحفي!أضف إلى ذلك أن ما أرشدنا إليه أستاذ هيكل لا يلغي إطلاقا أن بعض الأخبار " الكبيرة " لا تمت بسبب إلى ما ذكرأهل هذا الفن يقولون إن أشياء بسيطة جدا نمر بها و لا تستوقفنا هي أخبار حين تجد من يستطيع اكتشافها و صقلها !فلا تذهبوا بعيدا من فضلكم

من صفحة محمد الأمين بلعمش على الفايس بوك

اثنين, 04/05/2015 - 09:10

          ​