تونس:أب متهم بحرق وقتل ابنته بسبب عودتها إلى المنزل رفقة شاب

صدمة التونسيين لاغتيال فتاة تبلغ 13 سنة ستدفعهم للنزول إلى الشوارع الأسبوع المقبل في مسيرة صامتة.

وسيسير المتظاهرون يوم 19 يونيو من شارع محمد الخامس إلى وزارة شؤون المرأة بالعاصمة التونسية إحياءا لذكرى آية العروسي العابد.

ودُفنت آية، وهي من العاصمة تونس، الاثنين 9 يونيو، والتي لفظت أنفاسها بعد صراع مع الموت تواصل أحد عشر يوما نتيجة إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة.

   

ويُعتقد أن والد الفتاة التي كانت تدرس في الإعدادية أحرقها حية بعد أن شاهدها وهي تعود إلى منزل رفقة رفيق لها في المدرسة بحي ابن خلدون.

والدة الضحية قالت إن ابنتها كانت دائمة الخلاف مع والدها وكانت أحيانا تهدد بالهروب من المنزل بسبب التضييق على تحركاتها.

عندما شاهدها والدها وهي عائدة إلى المنزل مع زميل لها في المدرسة "ظن للوهلة الأولى أن ابنته ربما خططت للهروب مع هذا الشخص" حسب الأم.

وقالت "فهرع إليها وضربها بعنف في الشارع أمام الناس ثم جرها إلى بناية مهجورة حيث قام بإضرام النار في جسدها، وتركها تواجه الموت دون أن يعبأ بتوسلاتها وصراخها".

ويقبع والد الفتاة الآن في السجن، فيما يحاول التونسيون استيعاب ما حدث.

شهاب تلّيش، إمام، قال "الأصل في في العلاقة بين الأب والابنة هو الرّحمة والمحبّة والمودّة أسوة بقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم 'كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيّته".

ويضيف الخطيب "الوالدان مسؤولان عن أبنائهم شرعا وقانونا".

وأوضح أنه بغض النظر عن السلوك الذي يتوقعه المجتمع من الشباب "لا يجب التعامل مع مثل هذه الحالات بالعنف بل يجب الإحاطة بهنّ وتربيتهن بالحوار".

وقال "ديننا الإسلام يحرّم قتل الروح البشرية".

وفي الشارع التونسي، لا يزال المواطنون تحت وقع الصدمة.

مروى موسى، 20 سنة، قالت لمغاربية "لقد بكيت عندما رأيت صورتها تنشر على المواقع الإلكترونية".

وتقول "حمدت الله أن والدي يتفهمان هذه المرحلة في حياتي وأنهم يعرفون كل أصدقائي الأولاد".

وتضيف "يجب على الوالدِين أن ينصحوا أبناءهم وتربيتهم تربية صحيحة وبالتالي فلن يقعوا في المحظور".

أمّا لبنى بن سالم، 24 سنة، فتقول "لقد استغربت مثل هذا الجرم في يومنا هذا وفي مجتمعنا التونسي الذي لديه تقاليد في الاختلاط بين الجنسين".

وتضيف أنه يجب محاسبة الأب على جريمته.

ويتفق معها يوسف الشاوش، 25 سنة، قائلا "صراحة أن هذه الحادثة تعتبر حالة شاذّة في تونس ولا يمكن اعتبارها ظاهرة خاصة"، مشيرا إلى أن الأب "حسب بعض جيرانه يعاني من أمراض نفسية".

بدوره قال محمد عبد اللاوي، 54 سنة "لدي فتاتين ولديهما أصدقاء وزملاء في المدرسة".

وقال لمغاربية "وهما تخرجان مع أصدقائهما، بالطبع بعلمي أو بعلم والدتهما، لأن في عمرهنّ، واحدة 14 سنة والأخرى 17 سنة، من الطبيعي أن يكون لهنّ أصدقاء".

وقال إن الشابات "لا بد أن يعشن فترة المراهقة بطريقة طبيعية. فمن الطبيعي أن يكون للفتاة صديق مقرب لكن بالطبع في حدود المعقول حسب ديننا وتقاليد مجتمعنا".

وأضاف "الحوار بين أفراد العائلة وخاصة بين الأم و ابنتها مهم جدّا حتى لا تقوم الفتاة بأعمال مشينة من وراء عائلتها".

 

عن:مغاربية

أحد, 15/06/2014 - 16:21

          ​