معركة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في مقاطعة السبخة في انتخابات 21 يونيو

بوصفها أحد أهم قلاع المعارضة حيث خسر فيها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الانتخابات البلدية و النيابية الماضية لصالح حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية (حركة التجديد) الذي يقوده ابراهيما مختار صار، شكلت السبخة تحديا كبيرا للحزب الحاكم في انتخابات 21 يونيو الرئاسية.

 

 

 فمن جهة، تعتبر أهم مقاطعة تتركز فيها شعبية مختار صار كما أنها معقلا هاما لحزب التحالف الشعبي التقدمي المقاطع للانتخابات و الذي تحولت شعبيته بشكل تلقائي إلى المترشح بيرام ولد الداه ولد اعبيدي كما ظهر من نتائج الاقتراع الأخير، إضافة إلى وجود مؤيدين لا يستهان بهم لحزب الوئام بقيادة المرشح بيجل ولد حميد، و من جهة أخرى هناك وجود سياسي في هذه المقاطعة ـ و إن كان ضعيفا ـ  لبقية الأحزاب المقاطعة، و بشكل خاص اتحاد قوى التقدم و إلى حد ما التكتل و تواصل.

 

أما بخصوص الأحزاب الداعمة للأغلبية الرئاسية كالاتحاد من أجل التنمية و التقدم UDP  و الحراك الشبابي و الكرامة وغيرها من أحزاب الأغلبية فلا وجود يذكر لها في هذه المقاطعة.

 

هذه التشكيلة الاجتماعية ـ السياسية الصعبة جعلت من السبخة بؤرة تلتقي فيها كافة ألوان الطيف المعارض المقاطع و المشارك و هذا ما جعل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية يعتبرها رهانا جديا حيث يكتسي انتصار المرشح محمد ولد عبد العزيز فيها على بقية المرشحين قيمة رمزية كبيرة.

 

ولرفع هذا التحدي، اتخذ الحزب استراتيجية خاصة بهذه المقاطعة تمثلت في إيفاد منسقية حملة ضمت في صفوفها عناصر جديدة كان من ضمن قادتها من يتوفر على مستوى أكاديمي رفيع و خبرة سياسية طويلة استطاعت أن تكون على نفس المسافة من الفاعلين السياسيين المؤيدين للحزب و لمرشحه، السيد محمد ولد عبد العزيز.

كما استطاعت امتصاص النقمة على بعض هؤلاء و هو ما جعل  جميع  داعمي المرشح يتجاوزون مؤقتا خلافاتهم و صراعاتهم المحلية و التوجه نحو الهدف الأهم المتمثل في فوز مرشح الحزب في هذه المقاطعة. لذا اعتمدت منسقية حملة الحزب على الشباب و النساء و كذا على الهيئات القاعدية للحزب كالوحدات و الفروع في عمليات التحسيس من "بيت إلى بيت" و تنظيم العديد من اللقاءات و المهرجانات و التواصل المباشر مع مناضلي الحزب و المتعاطفين معه،و مع جماهير السبخة عموما لإقناعها بوجاهة برنامج المترشح محمد ولد عبد العزيز و الإنجازات التي تحققت في شتى المجالات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الأمنية و الثقافية و الدبلوماسية في مأموريته الماضية و هو ما يجعله يستحق على الموريتانيين بجدارة منحه ثقتهم لمأمورية ثانية.

 

توازيا مع ذلك، شاركت حملة الحزب على مستوى السبخة بفعالية في كافة أنشطة حملة الرئاسيات بدءا بانطلاق الحملة في نواكشوط أمام قصر المؤتمرات يوم 5 يونيو عند الساعة صفر مرورا بمهرجان الشباب يوم 12 يونيو و انتهاء بالمهرجان الختامي للمرشح محمد ولد عبد العزيز ـ مهرجان تجديد الطبقة السياسية ـ في ملعب الترحيل في 19 يونيو.

 

أما بخصوص يوم الاقتراع، فقد اتخذت منسقية حملة الحزب ترتيبات خاصة هدفها تسهيل العملية الانتخابية لمناضلي الحزب و داعمي مرشحه مثل توفير سيارات للنقل و توفير حواسيب على الميدان لتحديد مكاتب التصويت لمن لا يعرفون أماكن تصويتهم إضافة إلى أن قيادة المنسقية قامت بزيارة كل مكتب من المكاتب الثمانية و الثلاثين التي تضمها المقاطعة و ذلك لتفقد سير العملية الانتخابية و المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل المطروحة ميدانيا، سواء بالنسبة لمناضلي الحزب و الداعمين لمرشحه أو بالنسبة لممثلي المرشح محمد ولد عبد العزيز في المكاتب و ذلك إلى غاية إغلاق صناديق الاقتراع.

 

لقد قامت منسقية حملة الحزب بأنشطتها بالموارد الذاتية التي تلقتها من الحزب و الذي لم يبخل رئيسه، الدكتور إسلكو ولد أحمد إزيد بيه، بوضع كافة الوسائل التي يتطلبها العمل الميداني تحت تصرف المنسقية  طيلة فترة الحملة لمساعدتها في إنجاح مهمتها.

 

هكذا كانت حصيلة هذا المجهود الكبير حصول المترشح محمد ولد عبد العزيز على أفضل نتيجة  في السبخة متقدما بفارق  معتبر من الأصوات على أقرب المترشحين منه و بالتالي كسب حزب الاتحاد من أجل الجمهورية معركة ربما تعتبر الأكثر شراسة في انتخابات 21 يونيو.    

 

د. أحمد ولد المصطف

 

 

 

خميس, 26/06/2014 - 11:01

          ​