العبودية الفزّاعة والبركان النشط / سيدي عيلال

تابعت بعض الفيديوهات على السوشيل مديا عن العبودية في موريتاني كانت اعترافات الضحايا صادمة ومؤلمة ومحزنة فلا يمكن تصور مجتمع مسلم بهذه القسوة والفظاعة التي يتعامل بها " السادة " مع عبيدهم البشر بل والمسلمين .

انها فعلا بركة آسنة من الاحتقار تنتج نقمة وحقدا مبررين عند الضحايا واحبابهم لا يمكن معالجتها بتعويض مادي من مال الوطن الذي قصر في حقهم ولم يفرض تطبيق القانون والذي كان يراقب عن كثب الانتهاكات الجسيمة ويسكت حتى لا يعكر صفو الجمهورية الوليدة البائسة بسبب ولادتها في قعر الرذيلة وتشجيع استمرارها او غض الطرف عنها خدمة لجزء من المجتمع بعض قادته لا يريدون تاسيس وطن مدني حديث يتساوى فيه الجميع ويحدث قطيعة مع اشكال الاوطان العديدة التي تحكمت في الارض وتلاعبت بعرض الانسان وشرفه وكرامته فقط لأنه ضعيف وجاهل وبلا "وطن" عتيق يحميه .

اهانة الانسان في غابة الوطن قبل الدولة الوطنية اكتوى بنارها الجميع وسيظل ثقل وقعها على كاهل العبيد والضعفاء والمشردين الذين لم يستطيعوا تشكيل حظيرة تحميهم غيلة الصيادين ، لكن استمرار الاهانة في ظل الدولة "الوطنية " وتحديدا ممارسة العبودية رغم قوانين الجمهورية وجيشها وقوات امنها ظاهرة تستدعي الانتباه وتحتم تحديد الجناة وكشف مصالح العصابة التي تلاعبت بالقانون الجمهوري لصالح استمرار فرق من القراصنة ، وهي الظاهرة التي توازي كل النكبات التي عرفها تاريخ الاسلام منذ حروب الردة ومنذ غزو التتار الى احتلال فلسطين الى احداث البوسنة والهرسك الى مجازر العراق وسوريا وليبيا واليمن مرورا بالحروب الصليبية وانهيار الدولة الاسلامية في الاندلس وحتى قدوم الاستعمار الى العالم الثالث،  لأنها تركت مشاهد دامية و آثار باقية في جسد مجتمع بالكاد يعيش رغم توافر مصادر العيش في الرقعة التي اتخذها وطنا والتي تحتضن تاريخ الألم والحزن وسوء الممارسة دون ان يكون هناك اعتراف رسمي صريح بأن صاعق العبودية إن لم يعالج بشفافية وبمصارحة كبيرة رغم الحزن الذي نتج عنه سيظل الجرح النازف والمفجر والبركان النشط الذي يهدد المشروع ويدمي قلوب اجيال الوطن حينما تطلع على فشل كل المؤسسين  في جبرخواطر ضحايا اشنع ظلم يمارسه الانسان "المسلم " على اخيه المسلم في كنف الجمهورية الاسلامية الخارجة من اجداث الخوف والظلم وابشع صور القهر والتنكيل بالبشر.

التهاون بالملف منذ البدء والإحجام عن طرحه بكل صراحة على منتديات الوطن وخجل الضحايا من تحديد مكامن المه بكل وضوح مهد لموجة عارمة من استغلال الملف و شخصنته والتكسب به رغم ان بعض المكافحين عنه تمكن من اثارته لكن بصفة جزئية وربطه بالمؤسسة الاجتماعية العتيقة التي هي في الحقيقة من اسباب استمرره ومن قلاع حجب حقائقه عن العالم وحتى عن بعض الفرقاء المحليين ، فما يتطلبه الضحايا واحفادهم ليس قبيلة تذكرهم بالامس القريب المخيف ولا بقادة يروجون واقعهم المخل مقابل مكاسب شخصية مادية زائلة ، بل ما يحتاجه  الضحايا واحفادهم وحتى احفاد السادة والجناة هو وطن قومي معبر عن شخصية شعبه بكل اطيافها وبكامل غاياتها ومطالبها ، وطن يعترف للعبيد بحرمة تعبيدهم وعدم قانونية حمايتها ورفض تبسيطها ورفض معالجتها بامتيازات مادية رخيصة وضئيلة مقابل الكم الهائل من الالم والعار الذي سببته الظاهرة التي اثرت على الضحايا نفسيا ومعنويا واخلاقيا وحتى انسانيا .

العبيد ضحايا ظلم مؤسسة اجتماعية ورثت وطنا مدنيا هجينا بين انماطه االقديمة واكراهات قيامه الحديثة مؤسسة تسترت على مأساة الضحايا وتكالبت مع مؤسسات الوطن الحديث حتى يستمر الواقع الاجتماعي المخزي ما قبل قيام الجمهورية اطول فترة ممكنة بعد التأسيس وهي الاتفاقية الضمنية الحرام بين اسس المجتمع القديم والقادة الجدد وهذه حقيقة شاهدة بالممارسة ومعاشة واقعا .

اهم علاج للمرض تشخيصه ومعرفته وتسميته باسمه ولن يكون التهرب منه ولا تلطيفه من بين حلول القضاء عليه فالقضاء عليه بعلاجه وحالتنا تتطلب مصارحة العبيد بأنهم ضحية مجتمع ماكر وخبيث لا يكلف قادة رأيه وحماته انفسهم عناء البحث عن اجتهاد للحالة النشاز التي تدمي قلوب المؤمنين اليوم ضحايا كانوا ام متعاطفين معهم فاستمرار الوضع بالنسبة لهم اهم ضمانة لإستمرار المشروع وهي نظرية خاطئة كاذبة لأنها تسببت في تشكيل خزان ضخم من الاحقاد و الظلم و الصبر على المهانة يدفع الوطن وقادته وكل نخبته اليوم فاتورة التعامل معه ويخجل بعضهم من محاولة نبشه في حين يستخدم البعض الآخر بعض ابناء الضحايا لمواجهته وهي كلها حلول ليست مقبولة من الجمهورية الوطن ولن تؤتي اكلها وستجتثها آلام الضحايا المتصاعدة ان هي خرجت عن سيطرة صبر اصحابها لا قدر الله

خميس, 23/09/2021 - 14:55

          ​