عن بعض شناقطة المهجر ( باختصار) / الشيخ معاذ سيدي عبد الله

مرّ الشيخ محمد الأمين الجكني (آب ولد اخطور) في طريقه إلى الحج ب 55 مدينة وقرية وبلدة، منها ست توجد في موريتانيا اليوم والباقي موزع على البلدان الافريقية التي يمر بها ركب الحج الشنقيطي آنذاك.وقد قابل في هذه الرحلة خلقا كثيرا في المساجد وغيرها، إلا أن الأشخاص الذين كانت له بهم علاقة حميمة أو مباشرة بلغ عددهم 30 شخصا . وكانت جملة المسائل العلمية التي أجاب عنها 48 مسألة اشتملت على كل فنون العلوم الإسلامية من عقيدة وتفسير ومنطق ونحو وشعر وفقه وعبادات ومعاملات .. إلخ

سيدي محمد الادواعلي :

أحد شناقطة الجزائر الشعراء واسمه الشيخ سيدي محمد بن امْحمّدْ أحمد بكو، العلوي نسبا، الشنقيطي نشأة، والمعرف بسيدي محمد إيدواعلي.وقد عدته المصادر الجزائرية ضمن أهم علماء وشعراء إقليم توات، عاش ما بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين، نشأ في بلاد شنقيط، وتلقى بها العلوم، ثم رحل إلى إقليم توات مع قوافل الحجيج، وكانت محطته الأولى بمنطقة (أقبلي) عند الشيخ أبي نعامة المدفون بها، ثم انتقل إلى (تمنطيط) واستقر أخيرا في قصر (أعباني) وتزوج هناك وخلف ولدا هو سيدي ابراهيم الموجود ضريحه جنوب قصر أعباني، ثم رحل إلى تمبكتو حيث وافته المنية بها بعد أن خلف ذرية هناك.

ترك سيدي محمد أشعارا كثيرة ما بين فصيح ولهجي، ومن أشهر قصائده الفصيحة تلك التي يعاتب فيها ابنه سيدي ابراهيم الذي تركه في توات وارتحل إلى بلاد شنقيط، وكان يأمل أن يخلفه في زاويته بعد موته، وقد رقّ قلب الإبن وعاد إلى أرض توات وبالضبط إلى قصر (أعباني) وخلف والده في زاويته حتى توفي ودفن هناك .ومن هذه القصيدة :أيا ولدي يلومك من يلوم == وتهجرك الخصوص بل العمومبتركك والدا رباك طفلا == وتركُ مَبرَّة الآباء شومأتهجرني وأنت ربيع قلبي == وإني بكم أيا ولدي رحيمُأتتركني ضعيف الجسم أعمى == ولم تشغلكَ يا ولدي علومأراك بالنعيم شغلت عني == نعيم الدهر ويحك لا يدومفلا تقطع زمانك في عقوقي == فتفسد ما تصلي وما تصوم————————-من كتابنا ( نقد الشعر الفصيح عند الشناقطة) ودراستنا عن (تأثير الشناقطة في ثقافة افريقيا جنوب الصحراء)

جمعة, 08/04/2022 - 09:56

          ​