أمل وطن و خيار شعب

عملية الإقتراع ليست سوى نقطة بسيطة من العملية السياسية الديمقراطية المتعارف عليها فى العالم الغربي , والإشارة هنا إلى العالم الغربي هي لتحديد نوعية الديمقراطية وإلادخلنا فى متاهات التلاعب بالمصطلحات كمافعلت كوريا الشمالية والتى تعرف نفسها بأنها كوريا الديمقراطية.

فأي ديمقراطية فى العالم تجتمع فيها الأحزاب السياسية فى حكومة واحدة وتصبح داعمة للحكومة ويختفى مقعد المعارضة من المشهد السياسي لأن الأحزاب السياسية بمشاركتها فى الحكومة أصبحت داعمة لها.فالديمقراطية هي رأيان متناقضان كالزواج لابد له من طرفين وآليات منظمة له , وعلى ذكر الزواج فديننا يحرم الجمع بين الأختين , وبإسقاطه سياسيا يمنع الجمع بين مقعد المعارضة والموالاة أما سياسة المقعد الخاوى فى عملية الإقتراع فلن تقود إلى حكومة محاصصة والتي ستؤدى كما أشرنا إلى إفساد العملية السياسية من جوهرها , ومحاربة الفساد كماهو معروف هي من أولويات فخامته.

 

إن إستمرارهم فى نفس المسار الأحادى التفكير وتجاهلهم للنتائج السياسية وتطلعات الشعب لن يقود مرشحنا إلا إلى مواصلة نهجه والسير فى الطريق الصحيح لتحقيق تطلعات وآمال شعبنا, وذلك بمواصلة مسيرة البناء والتنمية وترسيخ الديمقراطية والتى لن تكون إلا بديمقراطيين حقيقيين يفهمون العمل السياسي ومايترتب عليه من تموقع ومسؤوليات     وعلى درب الأجداد وبعزمهم يسير محمد ولد عبدالعزيز مواصلا إعمار هذا الوطن فقد كانت المأمورية المنصرمة عبارة عن إعصار إصلاح ضرب جميع أوكار الظلم والفساد والإضطهاد فى جميع مرافق الدولة , ولم تكن رئاسة بلادنا للإتحاد الإفريقي فى نهاية هذه المأمورية وبداية مأمورية ثانية بإذن الله تعالى إلا إشارة لقدر مكتوب لهذه البلاد أن تستعيد دورها التاريخي , كماكانت أيام دولة المرابطون والتى كانت حركة تصحيحية لأوضاع فاسدة أما اليوم فكأن التاريخ يعيد نفسه فقد إستعادت الدولة هيبتها فى الداخل والخارج .

 

ففي الجانب العقائدى تمت طباعة أول مصحف للقرآن الكريم وسبقته إذاعة للقرآن وأول جامعة إسلامية وتمت إعادة هيكلة التعليم الأصلي بما يخدمه فقد تم دعم المحاظر بصفة مباشرة وزيادة عدد المعاهد والثانويات التى مكنت خريجي المحاظرمن دمجهم فى التعليم العصري وحصولهم على شهادات كماتم بناء مساجد بتمويل حكومي بعد أن كان جامع ابن عباس هو الوحيد فى تاريخ البلاد , منهيا بذلك عهد التسول بإسم الدين   فلم يتألم أحد أن جميع مساجدنا بدأت بمساعدات وهبات من دول شقيقة وانتهت بأشخاص وخير شاهد على تلك الوضعية مسجد الملعب الأولمبي فهو هبة من سيدة إماراتية فاضلة موزة سعيد عبدالله , جزاها الله خيرا ,كماتشيرلذلك اللوحة المكتوبة على بابه (وليس هذا المسجد الوحيد الذي تبرعت به )   ويصلى فى هذا المسجد اثرياء البلد من تجار وكبار الموظفين , وهو ماسيتغير بإكتمال بناء مسجد يتسع لخمسة عشر ألف مصلي , وهو ماسيفوق عدد المصلين فى المساجد المشيدة فى بلادنا من الدول الشقيقة مجتمعة , السعودى المغربي القطرى ... كما تم إكتتاب الإئمة والمؤذنين كموظين هذا كان على الأرض .

 

أما فى الفضاء فقد تم إنشاء قناة المحظرة الفضائية , ورحمك الله ياعمر بن الخطاب ما أصدقك " نحن قوم اعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ." وامتثالا لوصايا عمروتعهده رضي الله عنه تم طرد سفارة إسرائيل فموريتانيا محمد لن تساعد فى مساكنة اليهود لأهل القدس.ودائما على خطى الأجداد فبعد تحصين المعتقد من براثين التملق والنفاق والرياء تمت إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن فبعد أن كانت الدولة مسرحا لعمليات الإرهاب والجريمة المنظمة من تهريب مخدرات وهجرة سرية وكادت أن تسقط فى مصاف الدول الفاشلة والتي من احد معاييرها هو عدم بسطها جميع سلطاتها على كامل الإقليم .

قام إعصارالتصحيح بتحرير قدرات قواتنا المسلحة والأمن من الفساد الذي كان يحجم قدراتها وطاقاتها لتحتل المكانة الرائدة فى المنطقة , فبعد أن كانت تعاني من هجوم على ثكناتها ودورياتها من لمغيطي وتورين الغلاوية ونواكشوط وألاك ... أصبحت موريتانيا اليوم واحة الأمن والأمان فهي الدولة الوحيدة فى المنطقة التى لاتعاني من أي قصور أمني بجميع أشكاله , فعلى سبيل المثال لا الحصر تعانى دول الجوار من مشاكل أمنية فالمغرب يعاني الصراع مع جبهة البوليساريو المسلحة , والجزائر تعاني من موجة إرهاب يصول ويجول فيها منذ عقدين من الزمن يضرب يوميا مدنها وقوات أمنها .

ومالى تعاني من نزيف حرب أهلية عظمت فى السنة الماضية مع إحتلال شمالها من طرف مجموعات الإرهاب الدولية المتحالفة مع مافيات تهريب المخدرات الدولية والتي كنا سباقين فى تحذير الشقيقة مالي والمجتمع الدولي من الأحداث التي تتصاعد فى أقاليمها الشمالية وقد حصنا حدودنا معها بعمليات استهدفت   جحور هذه الجماعات فى العمق سنة 2010 لوحدنا ودون تحالف دولي ولا إقليمي , وللإيجازفالسنغال أيضا تعاني من جبهة مسلحة فى جنوبها فى منطقة كازامنس وتريد الإستقلال   ولإتاحة الفرصة للإنجازات فى قطاعات اخرى نكتفى بهذا القدر من إنجازات الجيش وقوات الامن التى تعتبر العمود الفقرى لأي تنمية ونهضة حقيقية.   ومن اجل الولوج إلى مسار النهضة الإقتصادية والإجتماعية لابد من المرور بإنجازات قطاع الطاقة بإعتباره عصب الحضارة البشرية اليوم.

 

إنتقلنا من دولة صاحبة عجز فى مجال الطاقة ذات بنى متهالكة أحادية نوعية المصدرالمازوت إلى بنى حديثة متنوعة المصادرالمازوت و الغاز والشمسية والهوائية   ذات فائض بدأت سنة 2014 تصديره إلى دول الجوار وهي سنة رئاسة الإتحاد الإفريقي والحفاظ على رتبة متقدمة فى مجال الحريات فقد حافظنا على الرتبة الأولى فى حرية الصحافة على مستوى العالم العربي وخلو السجون من أي سجين رأي للعام الخامس على التوالي .ومن اجل النهوض بقطاع الموارد البشرية , فمن غير أمن وحرية وطاقة لايمكن تصورنهضة إقتصادية سليمة . وبالإشارة إلى سلامة القطاع الإجتماعي سجل فى السنوات الخمس الاخيرة ملاحظات مرور إعصار التغيير فى القطاع الإجتماعي فقد تم إنصاف المظلومين وحمايتهم فقد أغلق ملف المبعدين وتمت تسويته نهائيا بشهادة المفوض السامي لشؤون اللاجئين لدى الأمم المتحدة أنتونيو غوتيريز يوم الاحد 25 مارس 2012   وذلك فى حفل اقيم فى مدينة روصو بمناسبة عودة آخر دفعة من اللاجئين المسجلين لديها, ولم يعد هناك أي مواطن موريتاني لاجئ .  وتأكيدا لسياسة حماية الشرائح المهمشة والضعيفة تم تجريم ممارسة كافة أشكال الرق وتبعاته , وتم تضمينه فى الدستور بعد حوار بين أحزاب الأغلبية وطيف واسع من احزاب المعارضة , ولم يكن كسابقيه قوانين إرتجالية من حكام , بل كان نتيجة لحوار معتدل ورزين تطرق لمختلف أوجه الحياة , كماتم تفعيل القوانين بتطبيقها وذلك بسجن المتهمين والامثلة على ذلك كثيرة وكماشهدت بذلك السفيرة الأمريكية السابقة فى بلادنا جو آلان بول فى مقابلة مع محطة   سي إن إن , يوم الثلاثاء 20مارس 2012 .

 

وتم إشراك شريحة أخرى هي لمعلمين وإنصافها بإنصاف , وكذلك جميع الطبقات المطلومة والمحرومة والمهمشة وتم إنشاء وكالة خاصة لهذا الغرض وكالة التضامن الوطنية لمكافحة مخلفات الرق وللدمج ولمحاربة الفقر , لتقديم جميع المساعدات بمافيها الإرشادات القانونية للضحايا , وتعد سابقة فى المنطقة والعالم , ولم يتم الإكتفاء بهذا الإنجاز الكبير بل تم تعزيزه بإعتماد إقتراح خارطة طريق لمنظمة الأمم المتحدة المقدمة من طرف   المقررة الخاصة للأمم المتحدة   بشأن الرق غولنارا شاهينيان التى أثنت على برامج بلادنا فى السنوات الخمسة الأخيرة فى هذا المجال ولدعم الطبقات الفقيرة بعد موجة الجفاف فى خريف سنة 2011 اطلقت الحكومة الموريتانية برنامج أمل يوم الاحد 29 يناير 2012   يتكون من عدة محاور كان اهمها محور يتعلق بتوفير المواد الغذائية بأسعار مدعومة فى متناول الطبقة المستهدفة   ومحورآخر من أجل إنقاذ والمحافظة على الثروة الحيوانية , وقد نجح البرنامج فى الوصول لأهدافه ولازال مستمرا   فمن غير إيمان وأمن وحرية للمواطنين لايمكن تصور عملية نهضة شاملة فى بلد عانا وأهله من مختلف أنواع السياسات العقيمة والمرتجلة والمعدة من أجل مآرب انانية وشخصية لعدة عقود , ففي الخمسة سنوات الاخيرة تحولت بلادنا إلى ورشة كبرى فى مختلف المجالات الإقتصادية والتعليمية والصحية تضيق صحفات   مقال عن جردها ,

وذلك بشهادات منظمات وهيئات دولية متخصصة فى مجالات مختلفة , أصبحت تنظر لموريتانيا كنموذج للنجاح وتحقيق أهداف التنمية فى فترة زمنية وجيزة مكن منها حكمة وتجارب المرشح محمد ولد عبدالعزيز الماضية فى خدمة الدولة كموظف والتى تعتبر أطول فترة قضاها رئيس للجمهورية فى الخدمة قبل توليه الرئاسة , فقد تم إكتتابه فى الوظيفة العموميةسنة 1977 وحتى 2008 أي 31 سنة , كانت نبراسا للعمل فى السنوات الخمسة الماضية. 

 

 عبدالله ولد محمدو ولد بيه

أحد, 08/06/2014 - 08:34

          ​