التهميش والغبن جمال ولد الخرشي

مشكلة التهميش والغبن وحتى العطش أو التعطش أحيانا التي يتحدث عنها البعض من مستقبلي الرئيس في زياراته للولايات الداخلية ويكتبها البعض في لافتات كبيرة لتصورها عدسات الصحافة وتتلقفها أعين القراء في كل مكان، لا تعدو كونها شعارات أريد بها التشويش على سير الزيارة وللبعض فيها مآرب أخرى.

إذا نظرنا إلى المشكلة نرى أنها مفتعلة بالدرجة الأولى وإذا سلمنا جدلا أن البعض يعيشها كحقيقة فستظل نسبية وتتفاوت حسب المستويات والفروق الفردية والاختلافات البنيوية، تختلف من فئة إلى أخرى ومن مجموعة إلى أخرى وحتى من شخص لشخص آخر. ولنكون أكثر دقة في إعطاء وصف تحليلي دقيق لهذه المشكلة نقول إن الإنسان بطبيعته ميال إلى تحسين وضعيته وتحسين ظروفه ، فتراه في جميع الأوقات يفكر في أنجع الوسائل للتغييرللأحسن وغالبا مايختصر جميع اهتماماته فى البحث الدؤوب عن كيفية الرفع من مستواه وأقصر السبل المؤدية للأهداف المرسومة في مخيلته والتي من أهمها الثراء والاستقرار، وهذان الهدفان اللذان يصبو إليهما الجميع كل حسب قدرته قل من يحققهما معا. فترى الطالب الجامعي يثابر ويسهرليتخرج بسرعة وما إن يتخرج حتى يبدأ فى الحلقة الأولى من مسلسل البحث عن العمل ولنفترض أنه وجد وظيفة أوأصبح تاجرا بسيطا أودخل العمل السياسي( المحلي ) من إحدى نوافذه ( الأحزاب السياسية - النقابات - المجتمع المدني – القبيلة - الجهة – الشريحة – الطبقة ----- )

وفي جميع الحالات سيظل يناضل ويجاهد ويطمح أن يرفع من مستواه مهما كان ، فالموظف مثلا يطمح ليكون مديرا والمدير يسعى جادا ليعين أمينا عاما أو وزيرا وهكذا......... ويوضح لمحيطه أنه في غاية التهميش والغبن لأنه لم يصل إلى ما أراد ن وكذلك التاجر البسيط يريد أن يكون تاجرا كبيرا أو حتى موردا ليكون من أشهر تجار البلد وإذا لم يصل إلى هذه الدرجة بسرعة وغالبا ما لا يصل إليها سيظل يشكومن الغبن والتهميش ويقول إنه لم تتح له الفرصة لبلوغ مرامه ، ونفس الشيئ بالنسبة للأرياف والقرى والتجمعات السكنية التي تريد أن تتوفر على الخدمات الموجودة بالمقاطعات والولايات والمدن وفى انتظار حصولها على ذلك ستظل من وجهة نظر ساكنتها مهمشة مظلومة، مما يعني أن الكل يعيش التهميش والغبن والظلم مالم يحصل على ما يريد وإذا حصل على بعضه تتجدد الأفكار ويزداد سقف طموحه ويتجدد الإحساس أيضا بالتهميش والظلم والحيف ليظل الجميع في هذه الدوامة ويتحين الفرص لينشد نفس الأغنية كلما سمحت الظروف بإنشادها ،

ويرى البعض أن زيارات العمل والاضطلاع التي يؤدي رئيس الجمهورية للولايات الداخلية من أحسن الفرص للتعبير عن واقعه وإظهار مكنوناته النابعة من إحساسه والمعبرة عن طموحه للتغييرللأحسن ولا أحد يستطيع أن يرفع عنه هذا التهميش والظلم والغبن في نظره إلا فخامة رئيس الجمهورية. وتحت يافطة المطالب والشكوى من التهميش تدخل مجموعات أخرى من السياسيين المعارضين للنظام تتظاهر كما يتظاهرالمهمشون حسب زعمهم ويصرخون بشعارات وعبارات فارغة من المحتوى هدفهم الوحيد من ذلك هو التشويش على الزيارة ومحاولة إفشالها بشتى الطرق وفى جميع الولايات لا يعرفون لليأس سبيلا، ولكن هيهات ؛ فالزيارات الميدانية التي يقوم بها السيد الرئيس للإضطلاع على أحوال المواطنين في كل شبر من أرض الوطن آتت أكلها فقد دشنت خلالها المشاريع التنموية الكبيرة وشقت الطرق وبنيت المدارس والمستوصفات واستفاد المواطنون منها وعبرو عن ذلك في وسائل الإعلام مما يدل على نجاح هذه الزيارات مهما تصاعدت أصوات المرجفين بالشعارات الزائفة.

جمال الخرشي – الدوحة - قطر

أحد, 14/06/2015 - 10:44

          ​