وتبقى الوحدة الوطنية سقفا لا تصله الضغائن ولا الأحقاد

إن الوحدة الوطنية لأي دولة هي سقف عال، وحد عظيم وخط أحمر لا تبلغه الضغائن ولا الأحقاد ولا يستشفى به من الأعداء ولا تبنى به القضايا الشخصية، وليست الوحدة الوطنية دفئا للمتنكرين لقيمة الدولة ولا لمكانة الشعب، أولائك الذين لا يهمهم سوى  أن يظلوا في محراب القرار.

إن الوحدة الوطنية هي أساس التعايش والسلم والحياة ولا تقف رعايتها على جهة من الشعب دون غيرها ولا  تنحصر حمايتها على الدولة دون الشعب ولا على المثقفين دون باقي أفراد الشعب ولا على فئة دون أخرى بل هي قسمة وثقل اجتماعي يحمل منه كل ذو قدرة حمله، ويتحمل كل من جهته المسؤولية في رقع خروقاته، ولا يسمح لأي كان أن يصله بهدف أو وسيلة، سواء أكان سياسيا أو رجل أعمال أو تاجرا أو شيخا تقليديا، فلا مكانة تعلو لحمة الشعب وتعاشي، ثم إن الوحدة الوطنية هي سبيل التقدم فلا تقدم ولا عيش ولا حياة من دون استمرار عملية التعايش السلمي.

 

ويلاحظ بعض المراقبين أن بعض السياسيين لما نالوا حظهم من الأنظمة السياسية السابقة وأفسدوا فيها ما أفسدوا من الأموال وبطشوا فيها وعاثوا فسادا في مشارق الأرض ومغاربها، عادوا اليوم بوجوه جديدة وبدأوا يلعبون على وتيرة العداء للنظام ليظهروا وكأنهم برءاء من تاريخ الفساد وكأنهم حماة للوحدة والتلاحم وكأنهم من سن للشعب طرق السلم وعلمه كيف يعيش بسلام .

إن دولة موريتانيا تملك بنية اجتماعية متعددة الخصوصيات ومتعددة اللهجات وعلى كل فئة أو طائفة أن تحترم للأخرى  خصوصياتها الاجتماعية وتمنحها هامشا من الحرية لتعيش واقعها بسهولة وأمن واطمئنان وعلى الشعب الموريتاني بجميع طوائفه وألوانه أن يتكاثف من أجل أن يعيش حياته بسعادة وأمن وأطمئنان.

 

آتلانتيك ميديا

اثنين, 15/06/2015 - 08:44

          ​