لا يحجم الموريتانيون عن شرب الشاي في رمضان بطريقة مثيرة إذ تجده الركيزة الأولى في وجبة الفطور والعشاء والسحور ، حيث يبدأ إعداده قبل المغرب بدقائق كي يكون جاهزا عند الفطور، وما أن يرفع المؤذن أذان المغرب حتى يبدأ الموريتانيون في احتساء الشاي فيجتمع حوله أفراد الأسرة بعد يوم الصيام الطويل مظهرين اشتياقهم لكؤوسه التي تعد "الرغوة" علامة نضجها وإتقان إعدادها والعكس صحيح.
الشاي أو "الأتاي" مشروب موريتاني أصيل لا يصح مجلس من دونه في ليل رمضان فهو أفضل أنيس لدى الجلساء، غير أنه في الأيام الأولى من رمضان يتحول إلى عدو لدى البعض إذ يتسبب عدم تناوله طيلة نهار رمضان في صداع شديد يؤدي أحيانا إلى إفساد الصوم وإدخال الصائم في غيبوبة بفعل تركه لساعات طويلة.
ولا تختلف شروط إعداد الشاي الموريتاني في رمضان عنها في غيره إذ يبقى الشاي ناقصا ما لم تتوفر أركانه الأساسية التي يختصرها الموريتانيون في "الجيمات الثلاثة" وهي "الجماعة والجمر والجر"، حيث لابد للشاي من جماعة وعادة ما يكون "القيام" أو معد الشاي أصغر الجماعة سنا.
وعن انطباع الموريتانيين حول الشاي خلال شهر رمضان وهم من ألفوه في الأيام العادية تقول ربة الأسرة "الزهرة بنت المختار" لبوابة إفريقيا "إن أكثر ما تخشاه خلال الأيام الأولى من رمضان هو الصداع الشديد الذي يسببه الابتعاد عن شرب الشاي في نهار رمضان، مضيفة أن الأمر يصبح عاديا بعد يومين من الصوم إذ تتعود على ترك الشاي خلال ساعات الصوم ويزول الصداع تلقائيا، أما "أحمد" وهو طالب جامعي فقال لبوابة إفريقيا إنه لا يعاني من الصداع خلال الأيام الأولى وإنما يحس بإجهاد عام ورغبة في شرب الشاي وهو الإحساس الذي يسميه الموريتانيون ب "آدواخ" موضحا أن الأمر يتوقف على درجة الإدمان والإفراط في شرب الشاي خلال الأيام العادية.
ويبقى الشاي جليس الموريتانيين الأول في رمضان وفي الأزمنة الأخرى، ويتمسكون به في كل الأوقات بطريقتهم الخاصة في إعداده حتى في حلهم و ترحالهم ، لكن يبقى للشاي طعمه الخاص والمميز في شهر رمضان المبارك.
بوابة افريقيا