أرقام مخيفة لحوادث السير في مويتانيا

تعرف البلاد منذ بعض الوقت ارتفاعا يصفه المراقبون بالمذهل والمضطرد في أعداد حوادث السير إذ بات من اللافت اكتظاظ مشافي البلاد على طولها وعرضها 

بضحايا هذه الحوادث خلال الأعوام الأخيرة الأمر الذي يترتب عليه الكثير من الخسائر في الممتلكات والأهم في الأرواح حتى إن البعض بات يطلق علي الوفيات الناتجة عن هذه الحوادث اسم "الموت السيار".

وتبذل المؤسسات الحكومية والأمنية جهودا مضنية في مسعى منها لتطويق هذه الظاهرة حفاظا على أرواح المواطنين وممتلكاتهم بدء بعد الحوادث وأنواعها والظروف التي اكتنفت وقوعها مرورا بالأنشطة التوعوية لحض المواطنين على التحلي بالمسلكيات الكفيلة بسلامتهم أثناء استخدامهم للمركبات وتنقلهم عبرها، وفي هذا الإطار يطلع الدرك الوطني كمؤسسة أمنية منتشرة على طول البلاد وعرضها بدور مهم في تسجيل الحوادث وأعداد ضحاياها والخسائر التي تخلفها وذلك عبر فرقه الثابتة والمتحركة في مختلف مناطقه في عموم البلاد.رئيس المكتب المركزي للأبحاث بقيادة أركان الدرك الوطني، العقيد محمد محمود ولد اعبيد الله قال إن هذه الظاهرة باتت مقلقة نظرا لتلاحق الحوادث وما تخلفه من خسائر في الأرواح والممتلكات، وأضاف في تصريح خص به الموقع الرسمي لإذاعة الجمهوية الإسلامية الموريتانية –إذاعة الخدمة العمومية- أضاف أن قوات الدرك الوطني تُعد إحصاءات دورية دقيقة عن الحوادث على عموم التراب الوطني بدء بأماكنها وعدد ضحاياها من القتلى والجرحى وحالات الجرحى (الحرجة والعادية) وصولا للخسائر المادية الناجمة عنها.وأكد العقيد ولد اعبيد الله أن كل هذه الإحصاءات مبنية على المعاينات التي يجريها الدرك في عين المكان قبل أن يحيل الحالات إلى المؤسسات الصحية وأطقمها التي تتولى المرحلة الثانية من العمل كنقل المصابين وعلاجهم –وهو ما يعني أن أي حالات وفاة قد تطرأ على المصابين بعد نقلهم إلى المؤسسات الصحية لن تكون في محاضر وبيانات الدرك المبنية على المعاينة الميدانية-.وبحسب إحصائيات الدرك الوطني التي أعدها المكتب المركزي للأبحاث بهذه المؤسسة، فإن العام 2013 عرف أكثر من 653 حادث سير خلفت بشكل فوري 130 قتيلا وأكثر من 1097 جريحا 360 منهم جراحهم بالغة الخطورة وتعني هذه الإحصائية وجود حادث سير بمعدل مرة في اليوم على عموم موريتانيا بالنسبة للعام الماضي.أما العام الحالي 2014 فلا يبدو أن الظاهرة عرفت بعد انحسارا إذ تقول ذات الإحصاءات التي يعدها المكتب إنه ورغم أننا ما نزال في الشهر العاشر من العام فإن البلاد عرفت أكثر من 536 حادث سير خلفت 138 قتيلا وأكثر من 944 جريحا 305 حالاتهم حرجة و639 منهم حالاتهم عادية وهو ما يعني أن الحوادث في ازدياد والضحايا كذلك.وشدد العقيد محمد محمود ولد اعبيد الله على أن جل الحوادث ناتجة عن مخالفات وتهور السائقين مطالبا مستخدمي الطرق إلى التحلي بالمسؤولية ومراعاة ظروف المركبات والطرق وترامي أطراف البلاد كي نتمكن من التقليل من عدد هذه الحوادث والمحافظة على أرواح الناس وممتلكاتهم.

وبخصوص الأسباب الكامنة وراء الحوادث قال الرجل إن الإفراط في السرعة وسوء التقدير إضافة إلى الظروف المناخية التي تكون أحيانا سيئة وتحجب الرؤية كلها أمور تساهم في كثرة الحوادث مؤكدا أن التحلي بالسرعة المطلوبة والمسؤولية هي الطرق الأكثر نجاعة للوقاية من الحوادث.

كما قال العقيد ولد اعبيد الله إن المحاور الطرقية الأربع الرئيسة في البلاد:- نواكشوط النعمة- نواكشوط أطار- نواكشوط نواذيبو- نواكشوط روصوتعرف كلها حوادث وإن تفاوتت في كمها وخطورتها إلا أن مقطع نواكشوط-أبي تلميت الواقع ضمن محور "نواكشو النعمة" يبقى أخطرها على الإطلاق نظرا لصعوبة تضاريسه واحتجاب الرؤية في أغلب مراحله نظرا للكثبان المنتشرة على طوله إضافة إلى كم المركبات التي تسلكه.هذا الكم الهائل من الخسائر وحصد الطرقات للأرواح يمكن تفاديه بحسب كثيرين إذا التزم الجميع بقاعدة بسيطة ومشاعة في ثقافتنا الشعبية تتكرر على مسامع الجميع منذ طفولتهم تقول إن "في التأني السلامة" ونحن حتما في السلامة راغبين فهل سنسعى لها سعيها!سؤال علينا أن نضعه نصب أعيننا كلما أدرنا محركات سياراتنا وهممنا بالتحرك أيا تكن الطريق؛ طويلة، قصيرة، فارغة أو مزدحمة لا فرق.حمى الله كل الموريتانيين وحفظ أرواحهم وممتلكاتهم.

الساحة

 

سبت, 20/06/2015 - 21:20

          ​