اعتقلت مصالح الأمن بفاس، ظهر أول أمس (الأحد)، «م. غ»، زوجة عمرها 40 سنة، بعد دقائق من خنقها أبناءها الثلاثة في غرفة نومهم بمنزلها بحي فاس الجديد، باستعمال وسادة في غفلة من زوجها.وتضاربت الروايات بين قائل بضيق ذات يد الأم القاتلة ومعاناتها بسبب ظروف اجتماعية صعبة، ومؤكد لمرضها النفسي وتلقيها العلاج في فترة سابقة بمستشفى مختص.ولم تستبعد مصادر «الصباح» عرض الأم، التي وضعت رهن الحراسة النظرية بأمر من الوكيل العام، على طبيب مختص بمستشفى ابن الحسن للأمراض النفسية والعقلية، الذي سبق لها أن أدخلت إليه قبل أشهر، للتأكد من سلامة قواها العقلية، وما إذا كانت واعية بما اقترفته لحظة إجهازها على أبنائها الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 8 أشهر و5 سنوات، فيما نجا اثنان آخران بأعجوبة.ونقلت جثامين الضحايا الثلاث على متن سيارة لنقل الأموات تابعة للخواص، إلى مستودع الأموات بمستشفى الغساني لإخضاعها للتشريح الطبي من قبل الطبيب الشرعي، قبل تسليمها إلى أبيهم لمباشرة إجراءات الدفن، موازاة مع الأبحاث التي فتحت لفك لغز الجريمة التي أعادت إلى الأذهان حادث إجهاز أب على ابنيه خنقا بحي زازا، وذبح موظف ابنتيه بمنزله بحي الأدارسة. في مشرحة مستودع الأموات، بدت جثامين كل من عفاف (8 أشهر)، مرتدية لباسا أبيض، إلى جانب أخيها ياسين الذي لم يكمل بعد ربيعه الرابع، ببذلته الصفراء، وشقيقهما أسامة الذي يكبره بنحو سنتين، المرتدي قميصا سماويا وجوربا أزرق، في انتظار مباشرة الطبيب إجراءات تشريحها بناء على أوامر الوكيل العام باستئنافية فاس.وامتدت أجواء الحزن إلى مستشفى ظهر المهراز بعد دقائق من نقل الجثامين إليه من منزل الأسرة الفقيرة، بدرب البلاغمة، الذي ضربت عليه وعلى كل المنافذ المؤدية إليه، حراسة أمنية مشددة للحيلولة دون تطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، إذ شوهدت سيارات للأمن مرابطة بمدخل الحي الذي تعزز أمنيا بعناصر أمنت محيط المنزل لمنع الفضوليين من التدفق إليه وعرقلة مصالح الأمن.في مسرح الجريمة، تناسلت الحكايات عن أسباب إجهاز الأم على فلذات كبدها، فيما عاتب أقارب الأسرة مصالح الوقاية المدنية على تأخر حضورها وتعزيزات من عناصر التدخل السريع، فيما اختارت الأم الصراخ عند محاولة إيقافها بسهولة دون أن تبدي مقاومة بعد حضور الأمن، بناء على إفادة من زوجها الذي تقدم زوالا إلى مصلحة الديمومة بالمنطقة الثانية للأمن بدار دبيبغ، مخبرا بالحادث.ورافقت مختلف المصالح الأمنية الزوج إلى مقر سكناه للتأكد من صدق خبر إجهاز زوجته على أبنائهما الثلاثة، حيث وقفت على بشاعة ما ارتكبته أم ربتهم في كنفها قبل أن تخنقهم بوسادة نومهم، وتفرمل آمالهم في عيش كريم، في ظروف مجهولة، لم تستبعد المصادر علاقتها بظروفها المادية وعجزها وزوجها عن تدبر تكاليف علاجها النفسي ومصاريف تغذية الأبناء وكسوتهم.وأكدت المصادر نفسها أن الأم تناولت وزوجها وجبة السحور، قبل أن تعمد، بعد صلاة الفجر، إلى استعمال الوسادة في خنق أبنائها تباعا بدءا من أسامة الأكبر مرورا بياسين وانتهاء بعفاف الرضيعة، بشكل بدا كما لو خططت له لمنع أي صراخ منهم أو انفضاح أمرها، في الوقت الذي كان فيه الزوج غارقا في نومه دون أن يسمع أي حركة من أبنائه الموؤودين.جلست الأم المكلومة قرب جثامين أبنائها الثلاثة تفكر في الطريقة التي ستتصرف بها بعد أن وأدت حقهم في الحياة، إلى أن حلت العاشرة والنصف صباحا، فتوجهت إلى حيث ينام الزوج هادئا غير عالم بما قامت به، لتوقظه وتخبره بقتلها أبناءهما، في خبر نزل صاعقة عليه قبل أن يطلق ساقيه للريح فارا من عش الزوجية الملطخ بالدماء.توجه الزوج مباشرة إلى مصلحة الديمومة، في الوقت الذي كانت الزوجة ما تزال بمنزلهما حائرة غير مقتنعة بما ارتكبته، فيما قالت مصادر أخرى إن الأم خرجت من المنزل لحظة فرار الزوج، مسلحة بسكين من الحجم الكبير، متعقبة إياه في محاولة للنيل منه، محملة إياه مسؤولية «ضياعها» وتيهها بين البحث عن لقمة العيش المرة وتكاليف علاجها. وكادت الجريمة تكون أكثر مأساوية، لو بات طفلان بالمنزل، إذ من حسن حظهما أنهما باتا ليلة المجزرة، لدى جدتهما، فيما عجلت الجريمة بحضور شتى تلاوين الأمن ومسؤوليه، إلى مسرح الحادث للوقوف على بشاعة هذا الفعل الجرمي الذي اهتز له حي فاس الجديد، وأحيى جراحا لم تندمل عاشتها أسرتان في رمضان بحيي زازا والأدارسة. حميد الأبيض (فاس)الصباح تكشف تفاصيل المأساة ومحاولة قتل زوجها ونجاة اثنين من أبنائها
الصباح المغربية