عاجل :التحقيق في إختفاء 10 ملايين من ضريح الأشراف الأدارسة

اختفت هبة ملكية مسلمة إلى الشرفاء الأدارسة بفاس من قبل الملك محمد السادس، في ظروف غامضة من داخل ضريح مولاي إدريس بالمدينة العتيقة، بعد ثلاثة أيام فقط على إيداعها بـ«ربيعة» الضريح، ما استدعى فتح تحقيق من قبل الشرطة القضائية بولاية أمن فاس، بناء على أوامر النيابة العامة بابتدائية المدينة، لفك لغز السرقة الغريبة والأولى من نوعها.واكتشفت السرقة صدفة عصر الخميس الماضي، من قبل لجنة مختلطة تتكون من ممثلي السلطة المحلية ومندوب الشؤون الإسلامية ونقيب الشرفاء الأدارسة، بعدما تفقدت «الربيعة» لمناسبة انتصاف رمضان الكريم، قبل أن يصدموا لاختفاء 10 ملايين قيمة الهبة الملكية التي وضعت بالصندوق الخشبي صباح الاثنين الماضي بأمر من جلالة الملك.  ولم يتوان مسؤولو اللجنة بعد اكتشافهم الأمر، في طلب فتح تحقيق مباشرة بعد ذلك بالاستماع إلى القيمين على الضريح وكل من له علاقة به بمن فيهم بعض الشرفاء الموكول إليهم الإشراف عليه، فيما رفعت بصمات من على «ربيعة» الضريح المصنوعة من الخشب التي بها فتحة كبيرة من أعلاها، تتيح لكل راغب في التبرع بما جادت به أريحيته، المساهمة بأي مبلغ مالي.وتسابق المصالح الأمنية بفاس الزمن لفك لغز السرقة والوصول إلى تحديد هوية من وقف وراء هذا الفعل الجرمي، سيما أنه لم يتم تكسير صندوق «الربيعة»، أو إلحاق أي خسائر مادية به، ما يوحي أن الفاعل يتوفر على مفتاح «الربيعة»، أو استنسخ نظيرا له في ظروف غامضة، أو عمد إلى إفراغها بطريقة تقنية دقيقة عن طريق قلبها لضمان تسرب الأموال من فتحة التبرعات.وليست المرة الأولى التي توجه أصابع الاتهام إلى مسؤولي الضريح بسرقة هبات وعدم توزيعها بشكل عادل بين الشرفاء، بل سبق لشريف إدريسي «مغضوب» عليه راسل الوكيل العام باستئنافية فاس طلبا لفتح تحقيق في الاستحواذ على هبات ملكية من قبل شرفاء نافذين، مطالبا بإطلاع الشرفاء الأدارسة على المداخيل والمصاريف المخصصة لتسيير الضريح والمتعلقة بأجور الأئمة والمؤذنين.واتهم شرفاء أدارسة قيطونيون في شكايات وجهت للنيابة العامة بابتدائية واستئنافية فاس، مسؤولين بنظارة أوقاف الحرم الإدريسي بالتصرف بغير وجه حق في هبات ومساعدات ملكية قدمت إلى الشرفاء، واستثناء بعضهم منها في ظروف غامضة، متحدثين عن نهب ثلاث هبات آخرها بقيمة 25 مليونا أودعت في «ربيعة» الشرفاء بحضور السلطة المحلية في 25 ظرفا. حينئذ أكد الشرفاء أنه، حين فتح الصندوق بحضور ممثل السلطة، لم يتم العثور إلا على 24 ظرفا ما يعني اختفاء ظرف واحد به مليون سنتيم، مشيرين إلى اختفاء مبالغ مالية متفاوتة من باقي الأظرفة، ليكون مجموع المبلغ المختفي نحو 4 ملايين، حسب ما أفاد به «ح. إ. ق» وشقيقاه «ع. ر» و«ع. ح» من سلالة الشرفاء الأدارسة القيطونيين، في رسائل إلى النيابة العامة.   وطالب شرفاء أدارسة في وقت سابق، بتشكيل مجلس للشرفاء للإشراف على التسيير المادي والمعنوي للحرم الإدريسي بطريقة عقلانية، لتلافي مثل هذه السرقات التي تكررت، وضمان حقوق كافة الشرفاء وعدم إقصاء بعضهم، وإحياء تقليد قديم يقضي بلقاء الشرفاء بالضريح لاستلام مستحقاتهم وصلة الرحم في ما بينهم، بعدما ألغي التقليد في ظروف غامضة.

الصباح المغربية

أربعاء, 08/07/2015 - 08:55

          ​