الكثير من الناس يعي دور الفقه المتطرف في صناعة الارهاب و لكن القليل من ينتبه لدور فقهاء السلطة.
العملية بين الطرفين تبادلية يقوم فقيه السلطة بتصوير الاسلام كدين يهتم اساسا بالحيض و النفاس و تمجيد الطغاة ، هذه الصورة تنفر الكثيرين و خاصة الشباب فيتجهون الى النقيض الذي يعطيهم عرضا مختلفا و يشبع احساسهم بالرفض و التحدي و لكنه بالمقابل يعلمهم ان كل من يختلف معهم ضال و مضل و ان الواجب الشرعي يفرضنا على مساعدته في الانتقال الى جهنم بأسرع وسيلة ممكنة.
المشكلة الكبرى ان الحركات الصوفية ـ العدوة التقليدية للتطرف ـ فقدت الكثير من مصداقيتها من خلال الاصطفاف الاعمى مع الطغاة و تحولها الى دكتاتوريات عربية مصغرة منشغلة بالتوريث و جمع المال بكل الوسائل.
اما الطبقة المثقفة فأكثرها منشغل بلقمة العيش و يتملكه الخوف من تحريك قوى الظلام للغوغاء و اتهامهم بالزندقة و الكفر.
الانظمة لا تهتم بالدعوات الاقصائية ما دامت لا تتعرض للحاكم بل مستعدة لتقديم الرعاية و الحماية و كل التسهيلات في مقابل ازعاج الاطراف المناوئة.
في مثل هذه الظروف لا غرو في ان تصبح كلمة التطرف هي العليا.
بقلم: عبد الرحمن ولد ودادي