من جديد عاد الحديث عن النشيد الوطني إلى صدارة المشهد، وانقسمت آراء المثقفين الموريتانيين حول مدى تعبير النشيد الوطني عن روح الدولة الحديثة، قياسا بما عليه الحال في باقي دول العالم، حيث تتمحور الأناشيد الوطنية حول تاريخ البلدان وتمجيد رجال المقاومة والتغني بالجيش والعلم ورموز السيادة، وهي مواضيع لا تُحس لها ذكرا في نشيدنا الوطني الذي هو عبارة عن كلمات توجيهية لم يفكر كاتبها في أنها قد تصبح نشيدا لدولة موريتانيا، فلاهو أعدها لهذا الغرض، ولاهي صالحة له.
إن النشيد الوطني يجب أن يكون نابعا من روح الوطن، فيه ذكر لتاريخه وملاحمه البطولية، وتمجيد لقادة مقاومته الباسلة، ولايعني ذلك إهمال جانب التوجيه والإرشاد والنصح..
لقد بدأت الأصوات ترتفع من كبار المثقفين ورجال السياسة والأدباء مطالبة بإعادة النظر في النشيد الوطني لموريتانيا المعاصرة، موريتانيا التي بدأت تأخذ مكانها بجدارة بين الأمم والشعوب في المنطقة والعالم، ويجب أن يتم تطوير هذا النشيد وتحديثه ليشمل مفردات من لغة العصر، ولكي يكون ناطقا في كل حرف من حروفه بلغة هذه الأرض تاريخا وحاضرا ومستقبلا.
هي دعوة إذن لرجال السياسة والبرلمانيين ونشطاء المجتمع المدني والمؤرخين للتفكير جديا في عصرنة النشيد الوطني وإعادة كتابته من جديد على أسس أكثر صلابة ووفق معايير تراعي خصوصية الوطن وثوابته وتاريخه المشرق.
آتلانتيك ميديا