إهمال "التدنيت "انقطاع للصلة بين ماضي الثقافة وحاضرها

تعتبر آلة "اتدينيت"وعاءا حضاريا تحمل أجزاءا كبيرة من التاريخ والثقافة الشفهية للشعب الموريتاني، كما أنها ذاكرة شعبية تجمع بين العلم والمعرفة والمتعة والترفيه والتاريخ وتحافظ على جملة من العادات والتقاليد الموريتانية الأصلية.

فليست "اتدنيت" مجرد آلة موسيقية تستخدم للترفيه والطرب فحسب؛ لكنها موسوعة ثقافية تحمل في طياتها علما ومعارف كثيرة عن تاريخ هذا الشعب الموريتاني الذي كان يسكن هذه الأرض كما أنها تسجل أيام الأمراء الذين كانوا يحكمون هذه البلاد قبل السلطات وقبل الاستعمار وقبل مجيئ الاوربين، حتى أنها تحتفظ بمدونة أدبية فصيحة وشعبية ذات قيمة، وهي مرجع في تاريخ الحروب وأيام الإغارات والصلح بين مختلف أبناء الوطن.

وقد لاحظ بعض المتتبعين لواقع هذه الآلة انتكاسة كبيرة على مستوى تعليم مبادئها وأهتمام الناس بها، حتى كادت تفقد مكانتها العظيمة بين الآلات الموسيقية وتنقطع الصلة بينها مع الثقافة الموريتانية؛ حيث أن الجيل الجديد من أبناء موريتانيا أصبح يعيش قطيعة مع ماضيه الثقافي والحضاري وذلك بتعاطىه لمختلف الثقافات العالمية وارتمائه في أحضان الحضارات الغربية الوافدة.، وهو واقع مخيف على تاريخنا وثقافتنا، فنحن شعب عرف بأدبه وثقافته وموسيقاه التي تمثلها "اتدنيت "، ويعتبر التفريط بها قطيعة مع تاريخ نير وحضاة قيمة وثقافة ثرية كان أجدادنا يفتخرون بها ويتمثلون بها ويباهون بها العالم، في ما قبل الثورة التكنلوجية الحديثة التي قطعت أوصال الماضي والحاضر وجعلت الأمم تعيش دهشة عظيمة لم تفق منها إلا وهي تتخبط في عملية جادة للبحث عن ماضي بتبني عليه حياتها، ونجحت الثقافات الغربية بذلك من إبعاد الإنسان العربي والافريقي من ثقافة أجداده  وتاريخهم وجعلت عيونهم واهتمامهم ينصب صوب كل جديد امتته الحضارة الغربية السائدة.

 

زمن هذا المنبر ننادي على الجميع أن يبل جهده الواسع في إعادة الثقة لهذه الآلة التي تحفظ لنا ما كان يعيشه أجدادنا من حضارة وثقافة، وعلى السلطات الموريتانية المهتمة بالثقافة أن تلتفت إلى المدارس الفنية الكبيرة في البلاد مثل  مدسة أهل اباش وأهل آب وأهل دندني وأهل انكذي وأهل الميداح و واهل بوبه جدو واهل النانه وأهل آكمتار، تلك الجامعات التي كانت تسهر على حفظ لاالتاريخ والثقافة الششفهية للموريتانيين وما يفخرون به في العالم الآخر وما ياباهون به المحافل الدولية، على السلطات المختصة بهذا المجال أن تعيد لهذه المدارس مكانتها وتحيطها بأهمية كبيرة وتمنحها الدعم الكافي لإعادة

وإذا كان لكل أمة ما تفتخر به من ثقافتها وحضارة فإننا في موريتانيا نفخر بآلة"اتدنيت" ونعتبرها ذاكة شعبية يجب علينا جميعا أن نسعى في سبيل بعثها وتدريسها وفتح مدارس تعيدها للواجهة وعلينا أن نتمسك بثقافتنا التق4قليدية الأصيلة حتى لا نقطع الصلة بين ماضينا وحاضرنا فمن لا ماضي له لا حاضر له، كما أنه ليس من البرور أن نفرط في هذه المكتبة الشفهية العظيمة المتفقة في طيات "اتيدنيت".

اتلانتيك ميديا

سبت, 01/08/2015 - 17:17

          ​